اضطرابات الأكل


اضطرابات الأكل عبارة عن حالات جدّيّة ترتبط بسلوكيات الشخص ومشاعره تجاه الأكل، و تُؤثِّر بشكل سلبي على صحته وعواطفه والقدرة على التأدية الوظيفية في جوانب مُهمَّة من الحياة.

تشمل اضطرابات الأكل التركيز بشكل كبير على الوزن وشكل الجسم والطعام؛ مما يُؤدِّي إلى سلوكيات خطيرة في تناوُل الطعام. هذه السلوكيات يُمكِن أن تُؤثِّر بقوة على حصول الجسم على تغذية مناسبة وتلبية احتياجاته الغذائية الأساسية. هذه الاضطرابات ليست محصورة على سن معيّن إلا أنها غالباً تحدث في سن المراهقة والشباب.

يجب أن نتذكّر دائماً أمرين أساسيين:

  • ليس كل من يعاني من بعض السلوكيات تجاه الطعام أو الوزن هو بالضرورة مُصاب بإحدى اضطرابات الأكل
  • مع العلاج المناسب، يُمكنكَ العودة إلى عادات الأكل الصحية

أكثر 3 أنواع لاضطرابات الأكل شيوعًا هي: فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia Nervosa)، الشره العصبي (يالإنجليزية: Bulimia Nervosa)، ونهم الطعام (بالإنجليزية: Binge Eating). كما يوجد نوعين أقل شيوعًا هما: اضطراب الاجترار(بالإنجليزية: Rumination disorder) واضطراب تجنُّب/تقييد تناول الطعام (بالإنجليزية: Avoidant/restrictive food intake disorder).

لنُلقي نظرة سريعة على كلّ اضطراب وتعريفه:

  1. فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa)

يميزُه انخفاض وزن الجسم بصورة غير عادية وخوف حاد من اكتساب الوزن وقد يكون مهدِّدًا للحياة. يقلل الشخص بشدة من السعرات الحرارية المتناولة أو يستخدم طرقًا أخرى لفقدان الوزن، مثل: التمارين الرياضية المفرِطة، استخدام المسهِّلات (المليِّنات)، الحميات المتعددة، أو التقيؤ بعد الأكل. غالباً يرى الشخص نفسه سميناً بالرغم من انخفاض وزنه.

2. الشره العصبي (Bulimia Nervosa)

يُميّزه حدوث نوبات من الإفراط في تناول الطعام و يليها التخلص منه، وتتضمَّن نقصًا في السيطرة على كمية الطعام المتناولة. أثناء هذه النوبات، يأكل الشخص كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير، ثم يحاوِل التخلُّص من السعرات الحرارية الزائدة بطريقة غير صحية. قد يتقيأ عن عَمْد أو يُمارِس الرياضة بصورة مفرطة، أو يستخدم أساليب أخرى، مثل المسهلات (المليِّنات)؛ للتخلَّص من السعرات الحرارية، بدافع الإحساس بالذنب، الخجل والخوف الدائم من زيادة الوزن نتيجة الأكل المفرط. يكون الشخص دائم الانشغال بوزنه وشكل جسمه، ويحكم على نفسه بصورة حادة وقاسية. قد يكون ذا وزن طبيعي أو حتى فوق الطبيعي بعض الشيء.

3. نهم الطعام (Binge Eating)

يأكل الشخص كميات كبيرة من الطعام بشراهة، ويشعر بعدم القدرة على التحكم في  كميات الطعام المتناولة وغالباَ ما يتناول الطعام بالسر. بعد الأكل بشراهة،  ينتابه شعور بالذنب أو الاشمئزاز أو الخجل. ولكن لا يحاول التعويض عن هذا السلوك بالإفراط في ممارسة الرياضة أو استخدام المسهلات كما الحال عند المصابين بالشره المرضي أو فقدان الشهية. عادةً تحدث نوبة جديدةٌ من الشراهة مرة واحدة في الأسبوع على الأقل. وربما يكون وزن الشخص طبيعيًّا أو زائدًا أو يكون الشخص مصاب بالسمنة.

4. اضطراب الاجترار(Rumination disorder)

يؤدي اضطراب الاجترار إلى ارتجاع الطعام مرارًا وتكرارًا وبصورة مستمرَّة بعد أكله، ولكن سببه لا يرجع إلى حالة طبية أو اضطراب خاص بالأكل وقد لا يكون الاجترار مقصودًا. في بعض الأحيان، يُعاد مضغ الطعام المُجتَرِّ وإعادة بلعه أو يُبصق خارج الفم. قد يكون تَكرار حدوث اضطراب الاجترار أكثر شيوعًا بين الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من إعاقة ذهنية.

5. اضطراب تجنُّب/تقييد تناول الطعام (Avoidant/restrictive food intake disorder)

يتميز هذا الاضطراب بعدم تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية اليومية؛ بسبب فقدان الاهتمام بالأكل، حيث يتجنب الشخص المواد الغذائية ذات الخصائص الحِسِّية المعينة مثل اللون، أو الملمس، أو الرائحة، أو الطعم، أو الشعور بالقلق إزاء عواقب تناول الطعام، مثل الخوف من الاختناق وليس بسبب الخوف من زيادة الوزن. يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى خسارةٍ كبيرةٍ في الوزن، أو عدم اكتساب الوزن في مرحلة الطفولة، فضلًا عن نقص التغذية الذي يمكن أن يسبب مشاكلَ صحيةٍ.

يُصَنّف السلوك على أنه “اضطراب” وبحاجة لتدخل طبي عندما يشعر الشخص بأنه يفقد السيطرة على نفسه بإحدى هذه السلوكيات وأنها تؤثّر على حياته وتصرّفاته. بعض الأشخاص قد لا يدركون أنهم في مشكلة، وهنا يأتي دور الأهل في الانتباه للعادات الغذائية لأبنائهم أو أقربائهم. يُمكِن أن تُؤذِي اضطرابات الأكل القلب ،الجهاز الهضمي ،العظام ،الأسنان ،الفم، وتُؤدِّي إلى أمراض أخرى. غالباً مثل هذه الحالات بحاجة لتدخّل من أخصائي نفسي، أخصائي تغذية، وقد يحتاج الشخص إلى تدخل طبيب جهاز هضمي في حال تكرار تعمّد التقيؤ أو استخدام المليّنات. غالباً ما يشمل العلاج تدخّل دوائي، تعديل سلوكي، وإرشادات تغذوية. دور الأهل والأصدقاء فعّال جداً لمثل هذه الحالات.

Leave a Comment