تغذية المرأة الحامل خلال شهر رمضان المبارك

التغذية السليمة للمرأة الحامل مهمة جدًا للحفاظ على صحتها وصحة الجنين، وخلال شهر الصيام تتكرّر بعض الأسئلة حول صيام المرأة الحامل، وكيف تكون تغذيتها خلال هذا الشهر؟

بدايةً لنتفق على فكرة الصوم للمرأة الحامل هل تصوم أو تفطر خلال شهر رمضان؟ الجواب يختلف فهذا الموضوع شخصي ويختلف من امرأة لأخرى ويعتمد على عدة عوامل منها:

-مرحلة الحمل (في أي شهر من الحمل).

-وضعها الصحي، وإذا كان لديها مشاكل صحية معينة.

-الوضع الصحي للجنين.

-تجربتها مع الصيام خلال الأحمال السابقة.

قرار الصيام من عدمه يتحدد بعد استشارة الطبيب، ورأيها الشخصي إذا تريد أن تصوم أو لأ. لكن هل الصيام آمن خلال فترة الحمل؟

لم تصل الدراسات إلى قرار أكيد، وانقسمت لرأيين، الأول لا يؤيد أو يشجع فكرة الصيام لعدةأسباب منها:

1- ممكن أن يؤدي الصيام إلى تصغير حجم المشيمية، أو ولادة طفل ذو وزن قليل.

2- جعل الأم أكثر عرضة للجفاف؛ وذلك لقلة كمية السوائل المتناولة خصوصًا في فصل الصيف، مما قد يؤثّر على وظائف الكلى لديها، وعلى كمية السوائل المحيطة بالجنين.

في الجانب الآخر، كان هناك دراسات توضّح أنه لا يوجد فرق في صحة الطفل المولود لأم كانت تصوم، وطفل لأم لم تصوم، ونؤكّد أن تأثير الصيام على صحة الأم والجنين يعتمد على صحتهم، والأم في أي مرحلة من مراحل الحمل، وما طبيعة الجو، وأي فصل من فصول السنة يصادف رمضان، ومع ذلك مازلنا بحاجة إلى دراسات أكثر تعطي نتائج أوضح.

-ما الأمور التي يجب أن تأخذها المرأة الحامل بعين الاعتبار في حال قررت تصوم؟

يُفضّل كما قلنا في السابق أن تستشير طبيبها ليعطيها أهم النصائح، وأن لا تعتمد على كلام وتجارب الآخرين، وتحاول أن لا تصوم الشهر كامل، وتفطر في عدة أيام منه. احتياج المرأة للماء خلال فترة الحمل يزداد، ومع الصوم قد تتعرض للجفاف ونقص السوائل خصوصًا في فترة الصيف ودرجات الحرارة العالية، لذلك إذا حست المرأة الحامل أثناء الصوم بدوخة، أو صداع، أو تعب، أو جفاف في الفم، أو لاحظت لون داكن للبول، أو قلة في إدرار البول (أقل من 3 إلى 4 مرات باليوم)، يجب عليها الإفطار وكسر الصيام، وتناول مشروب يحتوي على السكر، بالإضافة إلى تناول وجبة خفيفة مالحة؛ وذلك لتعويض نقص السكر، والأملاح، والسوائل في الجسم.

ولتجنب أعراض الجفاف حاولي تتبعي الآتي:

1- الالتزام في البيت، أو في أمكان درجات الحرارة فيها باردة، وتجنب التعرض للحر، وأشعة الشمس المباشرة.

2- شرب كميات كبيرة من الماء من وقت الإفطار إلى وقت السحور.

3- التركيز على تناول الأطعمة ذات المحتوى العالي من الماء، مثل: الخضار والفواكه، الشوربة، اليخنة خلال وجبتي الإفطار، والسحور.

4- الابتعاد عن تناول الأطعمة المالحة؛ حيث تحفّز الشعور بالعطش خلال فترة الصوم.

الخلاصة احرصي على أن يكون طعامك متناسب مع احتياجاتك من الطاقة، ومتنوّع حيث يحتوي على كل المجموعات الغذائية من مصادر الكربوهيدرات، والبروتين، والدهون الصحية، والفيتامينات، والمعادن. ومن الأفضل عند تناول الكربوهيدرات اختيار المصادر الّتي لها مؤشّر جلايسيمي منخفض، مثل: الحبوب الكاملة، والخبز الأسمر، والشوفان، والبقوليات. والتأكد من تناول المكملات الخاصة بالحمل، مثل: حمض الفوليك، وفيتامين دال. وفي النهاية لا تنسي إنّ الدين دين يسر، وربنا أعطى الرخصة بالإفطار في حال كنتِ غير قادرة على الصيام، أو صعب عليك.

Leave a Comment