ماذا تعرف عن سوء التغذية؟
عند طرح موضوع سوء التغذية قد يعتقد البعض أنها عبارة عن قلة تناول الطعام والنحافة الزائدة، ويتبادر إلى الأذهان صور الأشخاص بعظام يكسوها الجلد فقط، ويصدمون عند معرفة أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة قد يعانون من سوء التغذية أيضًا.
تُعرف سوء التغذية بأنها حالة تحدث عندما لا يحتوي النظام الغذائي على الكمية المناسبة من العناصر الغذائية، وهذا يشمل عدم الحصول عليها بالكميات الكافية مما يؤدي إلى نقص التغذية، أو الحصول عليها بكميات أكثر من اللازم مما يؤدي إلى السمنة، سنتكلم في هذا المقال عن الحالتين نقص وزيادة التغذية.
-نقص التغذية:
تظهر عدة أعراض وعلامات تدل على نقص التغذية أهمها:
1-انخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يكون أقل من (18.5كغ/م2).
2-قلة الاهتمام في تناول الطعام والشراب.
3-الشعور بالتعب والإرهاق طوال الوقت.
4-الشعور بالضعف.
5-التعرض للمرض بصورة متكررة، والحاجة إلى وقت طويل للتعافي.
6-فقدان الوزن غير المتعمد (بدون تخطيط أو اتباع حمية غذائية) خلال 3-6 شهور (خسارة من5-10% من الوزن).
جميع الأفراد معرضون للإصابة بسوء التغذية، ولكن هناك فئات معرضة للإصابة بشكل أكبر من غيرها وهي:
–الأفراد الذين يعانون من ظروف صحية تؤثر على الشهية والوزن، أو على امتصاص المغذيات في الامعاء مثل مرض كرون (Crohn’s disease).
–الأفراد الذين يعانون من مشاكل في البلع.
–أصحاب الدخل المحدود، والمنعزلون اجتماعيًا.
–الأفراد الذين يحتاجون إلى المزيد من الطاقة كالمصابين بالتليف الكيسي، أو الذين تعرضوا لإصابات خطيرة، أو حروق.
*كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم ال65 سنة، معرضون بشكل خاص لسوء التغذية. وفي هذه الحالة فقدان الوزن ليس نتيجة للتقدم بالعمر بالضرورة.
توضع الخطة العلاجية لسوء التغذية بناءً على الصحة العامة للفرد، وشدة سوء التغذية الذي يعاني منه. ولكن الخطوة الأولى لأغلب الحالات عادًة تكون التشجيع على تناول احتياجات الفرد من الطاقة عن طريق تناول الأطعمة المدعمة الغنية بالسعرات الحرارية، والبروتين، وتضمين الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية، وزيادة المشروبات التي تحتوي سعرات حرارية عالية. إذا لم تكن هذه التدخلات كافية يمكن اللجوء إلى مغذيات إضافية على شكل مشروبات أو مكملات غذائية. أما سوء التغذية الناتج عن مشكلة بالبلع، ينصح بتغير قوام الطعام إلى اللين أو السائل.
-زيادة التغذية:
من الممكن لأي شخص أن يتناول سعرات حرارية أكثر مما يحتاج الجسم(زيادة التغذية) ويعاني من سوء التغذية، لأن هذه السعرات الحرارية عادًة تأتي من مصادر الطعام العالية بالسكر والدهون، وليس من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية مثل: الفواكه، والخضراوات، والبروتين، والألبان وغيرها، مما يعني عدم حصول الجسم على الفيتامينات، والمعادن، والبروتين بالكميات الكافية.
يتضمن العلاج خطة طويلة المدى تحتاج إلى الالتزام بنظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية، والتحكم بالبيئة المحيطة وجعلها ملائمة لأهدافك في خسارة الوزن. مع العلم أن فقدان 5-10% من الوزن قد يساعد في تجنب الكثير من المشاكل الصحية.
للوقاية من سوء التغذية في كلتا الحالتين ينصح بإتباع نظام غذائي صحي متوازن ومتنوع، يتضمن جميع المجموعات الغذائية الرئيسية، ودون تجاوز حاجة الجسم من السعرات الحرارية، مع ممارسة النشاط البدني. وإذا واجهت مشكلة صحية قد تؤدي إلى سوء التغذية يرجى مراجعة الطبيب.