تأثير الأطعمة المختلفة على صحة الأسنان

-دور الطعام في تسوس الأسنان:  

بدايةً، تتواجد أعداد هائلة من البكتيريا في الفم بشكل طبيعي، منها ما هو نافع، ومنها ما هو ضار مثل البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان، حيث ترتبط هذه البكتيريا مع جزيئات الطعام المتناولة لتشكل طبقة لزجة تسمى بالبلاك، تستخدم البكتيريا النشويات والسكريات لإنتاج الأحماض التي بدورها تعمل على تآكل طبقة المينا التي تغطي سطح السن. وبمرور الوقت تتصلب مادة البلاك لتكون الجير، حيث أن الجير هو مادة صلبة لا تُزال بسهولة بالتنظيف العادي وإنما تحتاج إلى إجراء تنظيف عند طبيب الأسنان. ولا تنحصر أضرار البلاك بتسوس الأسنان وحسب، وإنما تتسبب أيضاً بالإصابة بالتهاب اللثة وأمراضها المختلفة.

-الأطعمة المفيدة للأسنان:  

 1.مصادر الكالسيوم والفسفور: تعتبر الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل: الحليب، منتجات الألبان، الخضراوات الورقية واللوز، من الأغذية الجيدة لصحة الأسنان، إضافةً إلى الأطعمة البروتينية الغنية بعنصر الفسفور مثل: اللحوم، الدواجن، الأسماك، والبيض. حيث أن كلاً منهما يلعب دوراً مهماً في حماية وترميم طبقة مينا الأسنان.   

2. الفواكه والخضار: تعد الفواكه والخضراوات من الخيارات الجيدة للحفاظ على صحة الأسنان والحماية من التسوس، نظراً لدورها المهم في تنظيف الفم والأسنان من بقايا الطعام والأحماض الضارة، وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الماء و الألياف، و لقدرتها على تحفيز إفراز اللعاب، الذي يساهم بدوره في معادلة الأحماض الموجودة في الفم والتي تقلل من حدوث التسوس. كما تحتوي الخضراوات والفواكه على فيتامين ج الذي يعتبر من أهم العناصر للحفاظ على صحة اللثة والتئام الجروح، وفيتامين أ الذي يساهم بشكلٍ كبير في بناء مينا الأسنان.

3. الأطعمة معتدلة الحموضة: ينصح بتناول كلٍ من: الشاي الأسود، الجبنة البيضاء، واللبان الذي يحتوي على مادة الزايلتول، كأغذية مضادة لتسوس الأسنان، وذلك لأنها تعتبر من الأغذية ذات الرقم الهيدروجيني المعتدل، حسبما أشارت إليه إحدى الدراسات التي نُشرت في المجلة الأوروبية لطب الأسنان عام 2018.  

-الأطعمة الضارة للأسنان:   

1.الأطعمة السكرية والنشوية: تعتبر الأطعمة العالية بالسكريات والنشويات ذات السعرات الحرارية الفارغة، مثل: الحلوى القاسية الدبقة، البسكويت، الكيك، ورقائق البطاطا، من أكثر المسببات لتسوس الأسنان، وذلك لاحتوائها على كمية كبيرة من السكريات التي تلتصق بالأسنان فتتغذى عليها البكتيريا لتنتج الأحماض المسببة لتسوس.

2.المشروبات الغازية والمحلَى: إن كلاً من: الصودا، العصائر المصنعة، القهوة، والشاي ذات المحتوى العالي من السكر، مؤذية للأسنان بعض الشيء، ذلك بسبب توفيرها لوسط مناسب لنمو وتحفيز البكتيريا المسببة لتسوس. 

3.الأطعمة الحمضية: قد تؤثر الأحماض الطبيعية الموجودة في الأغذية الحمضية مثل: البرتقال، الليمون، والبندورة سلباً على مينا الأسنان، خاصةً عند تناولها بمفردها، لذا ينصح بتناول هذه الأطعمة كجزء من أحد الوجبات لتخفيف من الأثر الحمضي على صحة الأسنان. إضافةً إلى الفواكه المجففة، مع أن القيمة الغذائية للفواكه المجففة عالية جداً، إلا أنها قد تتسبب في تسوس الأسنان إذا التصقت بها بعد مدةً طويلةٍ من استهلاكها، لذا ينصح بتناولها طازجة. 

4. مكملات فيتامين ج: بالرغم من أننا ذكرنا سابقاً أهمية فيتامين ج في صحة اللثة، إلا أن الاستهلاك المتواصل لمكملات فيتامين ج أياً كان شكلها (أقراص قابلة للمضغ، أقراص للبلع، أو حتى على شكل مسحوق)، والتي تحتوي على حمض الأسكوربيك بشكلٍ أساسي، تعمل على زيادة تآكل مينا الأسنان، وذلك لأن الرقم الهيدروجيني الذي تبدأ عنده مينا الأسنان بتآكل يساوي تقريبًا (5.5)، أما الرقم الهيدروجيني لمكملات حمض الاسكوربيك يساوي ( 2.3). و مع أن اللعاب يقوم بمعادلة هذا الحمض لكن يتم ذلك بنسبة معينة ولفترة مؤقتة، لذا فإنه ينصح بعدم استهلاك فيتامين ج المحتوي على حمض الاسكوربك لمدة طويلة، كما ينصح باستبداله بأنواع أخرى من فيتامين ج خالية من حمض الاسكوربيك. كما يجب التنبيه إلى ضرورة عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة إلا بعد مرور أكثر من ساعة على تناول فيتامين ج المحتوي على الاسكوربيك.

-توصيات للحفاظ على صحة الأسنان:  

1-الحرص على توفير الفواكه قليلة الحموضة والخضراوات عالية الألياف في المنزل بشكلٍ دائم، واستهلاكها كوجبات خفيفة. 

2- تناول حصص كافية من مصادر الكالسيوم والفسفور- السابق ذكرها- مثل:اللحوم، والدواجن، والجبنة البيضاء وغيرها. 

3-التقليل ما أمكن من تناول الحلويات اللاصقة بالأسنان، والمشروبات الغازية، والنشويات المصنعة، وتناولها مباشرةً بعد الوجبات بسبب زيادة إفراز اللعاب في ذاك الوقت، مما يسهل التخلص من بقاياها. 

4-الحفاظ على شرب كميات كافية من الماء، واستبدال المشروبات السكرية بالماء، وذلك للحفاظ على نظافة الفم. 

5- مضغ اللبان (العلكة) الخالية من السكر أو التي تحتوي على سكر الزايلتول الذي يقوم بتقليل عدد البكتيريا المسببة للتسوس، كما أن عملية المضغ  تزيد من إفراز اللعاب. 

6- تنظيف الأسنان باستخدام معجون غني بمادة الفلورايد، حيث أن مادة الفلورايد تعمل على ترميم مينا الأسنان عن طريق تزويدها بالمعادن اللازمة بشكلٍ متواصل في حال حدوث أي تسوس.    

7- الزيارة الدورية لطبيب الأسنان، للكشف المبكر عن أي مشكلة قبل تفاقمها.  

Leave a Comment