العمل والعادات الغذائية
تتغير العادات الغذائية للعديد من الأشخاص عند البدء بعمل جديد، فما السبب وراء ذلك؟ وما هي هذه التغيرات؟
مع البداية الجديدة بالعمل من الطبيعي أن يكون هناك حيرة وفضول إتجاه بيئة العمل والزملاء، وكونه اليوم الأول ستكون هناك محاولات للأندماج بأسرع طريقة ممكنة، ومشاركة وجبات الطعام مع الزملاء تعتبر من أسهل وأسرع الطرق لبناء العلاقات الاجتماعية والصداقات بالعمل، لذّلك ستحاول التماشي معهم في عاداتهم، فمثلًا: في وقت الاستراحة ستشاركهم تناول وجبات الطعام والتي غالبًا ما تكون وجبات جاهزة، وبما أن روتين العمل جديد كليًا عليك ، حيث لم تتأقلم بعد مع الاستيقاظ باكرًا، وتحضر وجبات الطعام مسبقًا، ستتكرر هذه العملية مرارًا وتكرارًا، وإذا كنت من الأشخاص الذين يعملون لساعات عمل طويلة ومتأخرة فالتغيرات على النظام الغذائي ستكون أكبر، وستتناول أطعمة لم تكن تتناولها بكثرة فيما مضى، مثل: الشوكولاتة، والشيبس، ووجبات الشاورما، والمعجنات، وغيرها من الوجبات العالية بالسعرات الحرارية، وستكون الحُجة أنك لا تستطيع إحضار أكثر من وجبة واحدة إلى الدوام.
–لذّلك سنقدم مجموعة من النصائح التي قد تساعد على التقليل من هذه التغيرات، وعلى كل شخص اختيار ما يراه مناسب منها لنظام حياته وطبيعة عمله:
1- تحديد عدد معين من الأيام التي ستتناول فيها الوجبات الجاهزة مع الزملاء، إما باقي الأيام فقم بإحضار وجبات الطعام من المنزل، ويُفضل أن تكون هذه الوجبات غنية بالبروتين، والخضار، والفواكه، لتقليل من الجوع خلال وقت الدوام، وعدم تجاوز الحاجة من السعرات الحرارية، مع الحرص على أن تكون وجبة الطعام الرئيسية بالمنزل.
2- اعتماد بعض أنواع الخضار والفواكه كوجبات خفيفة، يتم تناولها خلال وقت الدوام للتقليل من الجوع، مثل: الخيار، الجزر، التفاح، والموز، كونها خيارات قليلة بالسعرات الحرارية ولا تحتاج إلى وقت للتحضير، كما تُعد إلواح البروتين( البروتين بار) خيار جيد نظرًا لاحتوائه على كمية جيدة من البروتين، وقدرته على الإشباع.
3- التقليل من تواجد الشوكولاته، والشيبس، والبسكويت في مكان العمل( على الأغلب داخل جارور المكتب)، حيث سيتم تناولها حتمًا كونها قريبة، والوصول إليها سهل لا يحتاج إلى وقت أو مجهود.
4- تحضير وجبات الطعام قبل بيوم، ووضعهم بعلب أو أكياس داخل الثلاجة، مما يختصر وقت تحضيرهم بالصباح، فلن تضطر للاستيقاظ باكرًا، تُعد العُلب والحقائب التي تحافظ على برودة/ سخونة الطعام خيار جيد.
طبعًا يوجد بعض الشركات التي تساعد الموظفين على المحافظة على النظام الغذائي الصحي عن طريق توفير مطبخ مُعد بالمعدات الأساسية، مثل: الفرن، الثلاجة، والمايكرويف، وغيرها، مما يسهل إحضار الطعام من المنزل، وتسخنه وقت الاستراحة، وهذا يقلل من فرصة تناول الطعام الجاهز، أو تناول أي شيء قريب بسبب الجوع فقط.
وبالنهاية، يجب الاستمتاع بالحياة وبناء علاقات وصداقات داخل العمل، ومشاركة الزملاء بوجبات الطعام بين الحين والآخر، ولكن يجب أن يتم ذّلك بوعي وإدراك، وأن لا يُفقد السيطرة على النظام الغذائي، وبالتالي زيادة الوزن، عدا عن الشعور بالندم، مع التأكيد على دمج النظام الغذائي مع ممارسة النشاط البدني خلال الاوقات المتاحة للمحافظة على الصحة.