ما مدى فعالية تطبيقات الهاتف لمتابعة السعرات الحرارية على خسارة الوزن؟
في نطاق التطور الذّي نشهده يوميًا، أصبحت الهواتف الذكية جزء من حياتنا، وبواسطة تطبيقاته الذكية سهّل التواصل بينا، والعديد من جوانب الحياة. فهل فكرت سابقًا بالاستعانة ببعض التطبيقات المتوافرة على الهاتف الذكي لمراقبة السعرات الحرارية، وتحقيق خسارة الوزن؟
من أكثر الطرق تحفيزًا وتشجيعًا التي تم اعتمادها لخسارة الوزن هي المراقبة الذاتية، وذلك بتدوين كل ما يتم تناوله خلال اليوم، بالإضافة إلى تسجيل التمارين الرياضية. قديمًا كان الأشخاص يسجلون كل شيء بالطريقة اليدوية(باستخدام الورقة والقلم)، ويشاركون النتائج مع أخصائي/ة التغذية للمتابعة في أوقات المراجعات فقط، إلا أنه كان مملًا ويحتاج الكثير من الوقت، مما يجعل الاستمرار فيه صعبًا. ولكن مع تطور الهواتف الذكية وتطبيقاتها المتنوعة تم تطوير طرق أبسط وأسهل للتدوين والمراقبة الذاتية، وهي التكنولوجيا المحمولة (Portable Technology) ، حيث يتم استخدام تطبيقات مصممة خصيصًا لتدعم خسارة الوزن من خلال تسهيل المراقبة الذاتية، والمساعدة بتحديد الأهداف، والتواصل الدائم مع أخصائي/ة التغذية. ولكن هل هذه التطبيقات تساعد فعلًا في رحلة خسارة الوزن؟
-ماذا تقول الدراسات؟
تم إجراء بحث ضم 6 دراسات مختلفة ناقشت مدى كفاءة وفعالية التطبيقات الذكية في المراقبة الذاتية وخسارة الوزن لأشخاص عانوا من السمنة وزيادة الوزن، ولا يعانون من أي أمراض مزمنة. تم ذلك عن طريق قياس نزول الوزن أو ثباته، ومحيط الخصر، ومؤشر كتلة الجسم (BMI).
-معايير اختيار المشتركين في الدراسة:
كان متوسط أعمار المشاركين (42-44) سنة، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) (25- 50 كغ/م2 )، تم استخدام تطبيقات مختلفة مثل: Fat Secret Calorie Counter application, Lose it, My fitness pal، وتطبيقين آخرين. بعد تدريبهم على كيفية استعمالهم، وإدخال الطعام الذي يتم تناوله، والنشاط البدني الخاص بهم، جميع التطبيقات توضح نسبة السعرات الحرارية التي يتم تناولها مقارنة باحتياجاتهم من السعرات الحرارية.
-ماذا أظهرت النتائج:
رجحت النتائج فعالية التطبيقات في التشجيع على خسارة الوزن، حيث خسر كل المشاركين الذين استخدموا التطبيقات الذكية من وزنهم خلال مدة الدراسة، وبعضهم خسارة وزنهم كانت بين (5- 10% من وزن الجسم)، وبعض الدراسات ذكرت أنها ساعدت المشاركين على الإلتزام أكثر، فاستمروا مدة أطول بمراقبة أنفسهم وإدخال طعامهم أكثر من الطرق اليدوية، وبعض الدراسات نفت وجود أي فرق في نسبة خسارة الوزن بين التطبيقات والطرق التقليدية.
في النهاية؛ يمكن القول إن التطبيقات الذكية تعتبر أداة مساعدة لدعم الأشخاص في خسارة الوزن، لكن الدراسات حاليًا لا تقدم إثبات قوي، لذّلك نأمل أن يتم إجراء الدراسات القادمة على أعداد أكبر من مشاركين، وأن تكون مدروسة أكثر من حيث التطبيق والتواصل بين الباحث والمشاركين لضمان أعلى مستويات الدقة. كما أنّ صحة القراءات التي تعطيها هذه التطبيقات تعتمد بشكل كبير على طريقة إدخال الصنف الغذائي من حيث نوعه وكميته، الأمر الذي يقلل من دقة النتائج في حال لم يكن الشخص متقنًا لاستخدام التطبيق، ومن الجدير بالذكر أن استخدام طرق المراقبة الذاتية كالتوزين اليومي أو تدوين ما نتناوله من طعام بشتى الطرق يعتبر وسيلة جيدة لتعليم الأشخاص وزيادة معرفتهم بما يتناولونه من طعام، لكن يجب الانتباه أن المبالغة في استخدام هذه التطبيقات، ولفترات زمنية طويلة من الممكن أن يكون لهُ آثار نفسية سلبية على الأشخاص، لذلك يفضل أن تستخدم كوسيلة تعليمية ولفترة زمنية قصيرة.