الشره المرضي العصبي Bulimia Nervosa


من أحد أهم اضطرابات الطعام هو الشره المرضي العصبي (Bulimia Nervosa). يقوم الشخص المصاب بهذا الاضطراب بتناول الطعام بكمّيات كبيرة جداً في فترة قصيرة (غالباً ساعتين) وبعدها مباشرة يحاول التخلص من الطعام إما بالتقيؤ، أو تناول المليّنات، أو الصيام، أو ممارسة الرياضة بشكل قاسي، أو غيرها من الطرق. يتميّز ب4 سمات أساسية:

  1. فقدان القدرة على التحكم بكمية الطعام المتناولة في نوبة الشره وتناول كميات كبيرة من الطعام في الوجبة الواحدة
  2. محاولة التخلص من الطعام المتناول بعد نوبة الشره بطرق غير صحية
  3. محاولة الصوم لفترات طويلة أو اتّباع حميات صارمة بين نوبات الشره
  4. الانشغال الدائم بشكل الجسم والوزن وانتقاده بصورة حادة

عادة يحاول الشخص تناول الطعام -خلال نوبة الشره- سرّاً حيث يشعر بالخجل من نفسه أمام الناس. يكون وزن الشخص عادة طبيعيّ أو زائداً بعض الشيء والسبب هو أن الشخص يتخلّص من السعرات الحرارية الفائضة مباشرة بعد نوبة الشره. تُحدد درجة شدة الشَّرَه المرضي وفقًا لعدد مرات إفراغ الأمعاء خلال الأسبوع، عادةً مرة واحدة على الأقل في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر متتالية على الأقل.

يزيد تعرض الفتيات والنساء لخطر الإصابة بمرض الشره عن الفتيان والرجال. وعادة ما تبدأ الإصابة في أواخر سن المراهقة أو في سن البلوغ المبكر. بحسب دراسة أُجريت في الأردن تم نشرها في مجلة Appetite سنة 2010، فإن نسبة الأصابة بالشره المرضي العصبي بين الفتيات بعمر 10-16 سنة هي 0.6% أي أن 6 فتيات من بين 1000 فتاة من هذه الفئة العمرية مصابة بهذا الاضطراب.

الأسباب

أسباب هذا الاضطراب ما زالت غير واضحة، إلا أنه غالباً ينتج  من اندماج 4 عوامل معاً: العامل الوراثي، والبيئي، والنفسي، والعاطفي. تنقسم أعراض الإصابة باضطراب الشره المرضي العصبي إلى قسمين أساسيين: أعراض جسدية وأعراض سلوكية.

الأعراض والعلامات

الأعراض الجسدية الأكثر شيوعاً:

  • تذبذب ملحوظ في الوزن بين الزيادة والنقصان مع بقاء وزن الشخص ضمن الوزن الطبيعي إلى زائد بعض الشيء
  • الإرهاق، والتعب، ومشاكل في النوم
  • آلام في البطن وإرتجاع مريئي ناجم عن كثرة التقيؤ واستخدام المليّنات
  • تورّم الوجه، وتضخم في الغدد اللعابية، وتقرّحات حول الفم، ومشاكل في الأسنان واللثة، ونتوءات حول الأصابع بسبب التقيؤ
  • عدم انتظام الدورة الشهرية
  • جفاف الجلد، وضعف الشعر والأظافر

الأعراض السلوكية الأكثر شيوعاً:

  • الخوف من زيادة الوزن وفحص القوام بشكل متكرِّر في المرآة اعتقادًا بوجود عيوب به
  • محاولة التقيؤ للتخلص من الطعام، وقد يتضمَّن الأمر استخدام المليِّنات أو حقنًا شرجية أو أي وسيلة أخرى
  • محاولة الصوم لفترات طويلة أو الاتزام بحميات قاسية جداً بين نوبات الشره
  • ممارسة الرياضة بشكل مفرط وحاد
  • عدم  تناول الطعام أمام الناس
  • الشعور بفقدان السيطرة على كمية ونوع الطعام أثناء نوبات النَّهَم

في حال كنت تعاني من هذا الاضطراب أو وجدت أحداً من أقاربك أو أصدقائك يعانون منه فلا بدّ من التوجه للطبيب للبدء بالعلاج. يتمُّ العلاج باستخدام نَهْج جماعي، ويشمل الأطباء واختصاصيي الصحة العقلية والنفسية، واختصاصيي التغذية. تُعَدُّ مواصلة العلاج والتثقيف الغذائي من الأمور بالغة الأهمية. لا ننسى دور الأهل والأصدقاء في تشجيع المريض لتخطي هذه الحالة وإتمام العلاج.

Leave a Comment