كيفية التعامل مع الطفل الإنتقائي في الأكل
كون الطفل لا يتقبل تناول أطعمة معينة(Picky Eater) من المشاكل التي تواجه العديد من الأمهات، فهي من العادات التي تنتشر بكثرة لدى الأطفال وخصوصًا من عمر السنة إلى أربع سنوات. وتتمثل بعدم رضا الطفل عن أي نوع من أنواع الطعام المقدم لهُ، أو بكونه انتقائي يفضّل أطعمة معينة ويستبعد أطعمة أخرى.
فبعد فترة من النمو السريع والملحوظ خلال فترة الطفولة المبكرة، يتباطأ معدل النمو وتقل الشهية في هذا العمر، ويبدأ الأطفال من عمر 1إلى4 سنوات بتكوين بعض التفضيلات المتعلقة بالطعام، وهي عملية متقلّبة بعض الشيء، فقد يصبح الطعام المفضّل للطفل اليوم طعام غير مرغوب به بعد يوم أو يومين، أو أنّ بعض الأطعمة التي لم يكن يرغبها، تصبح لديه أكثر رغبة وتفضيلًا.
ولهذا فقد تخشى بعض الأمهات من عدم حصول الأطفال على تغذية كافية ومتوازنة بسبب هذا السلوك، لذلك سنعرض لكم بعض النصائح للتعامل مع الأطفال لتخطي مثل هذه العادات:
1- الحرص على تشارك وجبة عائلية قدر الإمكان، بعيدًا عن أي مصدر مشتّت للانتباه، مثل: التلفاز أو الهواتف الذكية.
يُفضّل في هذا الوقت أن تتشارك العائلة تناول صنف واحد، وأن تُقاوم الأم رغبتها في إعداد صنف آخر إذا رفض الطفل ما تم تقديمه، بل على العكس عندما يشعر بالجوع سوف يتناوله، وعوضًا عن ذلك يمكنها إضافة نوع يحبه من الطعام مع كل وجبة مع المحافظة على تقديم وجبات متوازنة.
2- تجنب الضغط والإصرار على الطفل حتى يتناول صنف معين.
إذا رفض الطفل تناول صنف معين، يفضّل عدم إجباره على ذلك. من الجيد تعليم الطفل أن يستمع لجسده وشعوره بالجوع، بدلًا من تناول الطعام بعد ضغط أو معاقبة من قبل الوالدين؛ لأنّ ذلك قد يجعلهم ينفرون من تناول الأطعمة التي يفضلونها عادًة.
3- الابتعاد عن جعل الطعام أسلوب مكافأة للطفل.
مكافئة الطفل بأطعمة يحبها كالحلويات إذا تناول طعام لا يرغب به ليست استراتيجية جيدة كما يظنها البعض، ففي بعض الأحيان قد يتفاقم هذا السلوك ويتطور أكثر.
4- محاولة تقديم الطعام أكثر من مرة حتى يتقبله الطفل.
إذا رفض الطفل طعامًا لمرة واحدة، لا تفقد الأمل، ففي بعض الحالات قد يستغرق الأمر إدخال الصنف نفسه 10 مرات أو أكثر حتى تستطيع براعم التذوق للطفل تقبّل الطعم.
5- تقديم أطعمة مختلفة الشكل والمذاق.
لا يحب الأطفال تناول الطعام ذاته دائمًا، لذلك لابد من وجود تنوع في شكل الطبق وألوانه، بإضافة الفواكه والخضار المتنوعة على حسب موسمها، وتقطيعها بأشكال تجذب انتباه الطفل، وأيضًا إضافة مزيج من النكهات، مثل: الأعشاب الطبيعية والبهارات.
*ملحوظة: حتى تقلل من حدوث إتلاف للطعام؛ حضّر الأطعمة الجديدة بكمية بسيطة، وانتظر لمدة أسبوع أو اسبوعين على الأقل قبل أن تكرّر إدخال الصنف مرة أخرى.
6- جعل الأكل أكثر متعة، من خلال مشاركة الطفل في تحضيره.
في هذا العمر يتميز الأطفال بمهارات، مثل: قوة الملاحظة، وتصنيف الأشياء حسب لونها أو حجمها، لذلك من الجميل أن يشارك الطفل في مساعدة والدته في بعض مهام الطهي البسيطة التي قد يستمتع بها، مثل: الخلط أو التحريك، وعدّ المكونات وذلك قد يحفّزه تلقائيًا لتناول ما ساهم في تحضيره.
7- اتباع استراتيجية (Crossing bridges).
عندما يتقبل الطفل صنف معين ويفضله، على الأم أن تقدّم أصناف شبيهة به من ناحية اللون، والقوام، والطعم مما قد يسهل عليها إدخال أطعمة يتقبلها الطفل بسهولة، فمثًلا: إذا أحبّ الطفل طعم الجزر، فبإمكان الأم أن تقدّم له البطاطا الحلوة كمذاق مشابه.
8- التقليل من تقديم المشروبات العالية بالسعرات الحرارية.
إذا كان الطفل يحصل على سعرات حرارية عالية من شربه لكميات كبيرة من العصائر، أو الحليب المنكه أو المشروبات الغازية؛ فإن ذلك قد يشعره بالشبع والامتلاء وقد يؤثر سلبًا على شهيته فيتناول القليل عند تقديم الوجبات الأساسية.
على الأم أن تتحلى بالقليل من الصبر؛ لأنّ هذا السلوك هو مرحلة يمر بها الأطفال خلال مراحل نموّهم، ولا داعي للقلق بشأن حصولهم على العناصر الأساسية ليكتمل نموهم وتطورهم، عوضًا عن ذلك عليها تخصيص وقت معين للوجبات الأساسية والتقليل من الوجبات الصغيرة(السناكات)؛ حتى تضمن شعور طفلها بالجوع عند تقديم الطعام الجديد، والحرص على تقديم خيارات صحيّة، ومع الوقت سوف تتحسن كلًا من شهية طفلها وعاداته الغذائية.