الدوام المكتبي لساعات طويلة، والمحاضرات التي أصبحت أون لاين، والتسهيلات والخدمات التي توفر كل شيء إلى باب البيت وأنت جالس ومرتاح، جميعها أثّرت على النشاط البدني والحركة، وأصبح الناس يحبون الجلوس والراحة ويكرهون الحركة، وأصبح هذا نمط حياة لديهم. 

وللأسف يغفل الأغلبية عن الآثار السلبية التي يسببها الجلوس لفترات طويلة، والحياة التي تفتقد للنشاط البدني والحركة ومنها: 

• زيادة الوزن والسمنة. 
• زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل: السكري، الضغط، أمراض القلب، وهشاشة العظام. 
• قلة المرونة ولياقة الجسم. 
• انخفاض معدل حرق الجسم للسعرات الحرارية المستهلكة. 
• زيادة فرص الاكتئاب، التوتر، والمزاج السيء. 

لكن يمكننا تفادي دفع ضريبة الجلوس وقلة الحركة المفروضة على نظام حياتنا، والتقليل من الآثار السلبية بمجرد فسح مجال للتمارين الرياضية خلال اليوم. 

-ماذا تقول الدراسات؟

وضّحت دراسة جديدة نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضّي (British Journal of Sports Medicine) عام 2020، أنّ ممارسة الرّياضة من نوع متوسطة إلى عالية الشّدة لمدّة (30 إلى 40 دقيقة) يوميًا قادرة على تفادي وتخطّي الأثار السلبية الناتجة عن الجلوس لـ 10 ساعات. 

حيث شملت هذه الدراسة التحليلية (9 دراسات) سابقة، طُبّقت على 40 ألف شخص من 4 دول مختلفة، ارتدوا أجهزة أو ساعات لتعقّب نشاطهم البدني خلال اليوم، ووجدوا أن الأشخاص الّذين يجلسون لساعات طويلة أي (حركتهم قليلة أو معدومة)، عرضة للوفاة بشكل أكبر مقارنةً بالأشخاص ذو الحركة العالية. 

ومن بعض الأمثلة على رياضات متوسطة وعالية الشدة يمكن ممارستها : 

• المشي. 
• قيادة الدراجات\ البسكليت. 
• الركض. 
• السباحة. 

صحيح أن طبيعة الحياة فرضت علينا قلة الحركة بسبب أعمالنا وأشغالنا، لكن ذلك لا يعني أن نستسلم للأمر الواقع ونعرّض أنفسنا للسمنة، أو للأمراض المزمنة ونحن في غنى عنها.  

لذّلك لا تستهينوا في أي نشاط بدني مهما كان مقداره، نظّموا يومكم واختاروا الوقت الذّي يتناسب معكم، والرياضة التي تفضلوها، ولاحظوا الفرق، وإذا كان الأمر صعب في البداية حاول البدء في أشياء بسيطة، مثل: الصعود على الدرج بدل من استخدام المصعد، ركن السيارة بعيدًا عن مكان العمل، المشي مع أولادكم حول المنزل. 

وتذكّروا دائمًا إنّ أحد مفاتيح الحياة الصحيّة إلى جانب اتّباعنا لنظام غذائي متوازن ومتنوّع هو ممارسة الرياضة.