نقص الوزن

جسم الإنسان بطبيعته يفضل البقاء على حاله ويرفض التغيّر في الوزن زيادةً أو نقصاناً، وبالرغم من صعوبة تنزيل الوزن فإن زيادته تعتبر أصعب بكثير، بل وقد تحتاج إلى وقت أطول خاصةً إذا كانت الزيادة في الكتلة العضلية وليس الكتلة الدهنية.

قد يكون انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي عند البعض أمراً عاديًا، لكن قد يكون نتيجةً لمشكلة صحية أو قد يكون السبب في حدوث مشكلة صحية عند البعض الآخر، وترجع الصعوبة في زيادة الوزن عند الأصحاء لواحد من العوامل الآتية:

1- المبالغة في تقدير السعرات الحرارية المتناولة:

تناول كمية كبيرة من الطعام لا يعني بالضرورة تجاوز احتياجات الشخص من السعرات الحرارية، وبالتالي حدوث زيادة في الوزن، لأنه من الممكن للشخص أن يستهلك كمية كبيرة من الطعام، لكن قد يكون معظمها من الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة (مثل: الفواكه، والخضروات)، فيصل الشخص إلى الشبع دون الحصول على السعرات الحرارية الكافية لزيادة الوزن، أو قد يتناول الشخص وجبة عالية بالسعرات الحرارية، لكنها قد تكون ضمن احتياجاته اليومية.

2- الحركة اليومية الاعتيادية:

طبيعة عمل الشخص أو طبيعة حركته اليومية، تلعب دوراً لا يستهان به في عملية التحكم بالوزن، حيث أن معدل الحركة اليومي للشخص أثناء قيامه بمتطلبات الحياة الاعتيادية، أو طبيعة العمل التي تفرض الحركة الكثيرة وبذل المجهود البدني، مثل: العمل كضابط شرطة (معدل الحرق في الساعة=186 سعرة حرارية) أو القيام بأعمال البناء (معدل الحرق في الساعة= 410 سعرة حرارية)، مما يضيف ذلك إلى احتياجات الشخص من السعرات الحرارية بشكل كبير أي أن الشخص بحاجة إلى تناول المزيد من السعرات الحرارية لتغطية احتياجات الجسم والحصول على زيادة الوزن المرغوبة.

3-نوع التمارين الرياضية:

عند الرغبة في زيادة الوزن، يفضل أن تكون الزيادة في الكتلة العضلية وليس الدهنية، ولأجل ذلك يجب الانتباه إلى نوعية التمارين التي يمارسها الشخص، حيث أن التمارين الهوائية -على الرغم من فوائدها الكبيرة لصحة القلب والأوعية الدموية- إلا أنها غير مجدية بشكل كبير في البناء العضلي وزيادة الوزن، في حين أن تمارين المقاومة تعد العامل الأساسي لبناء وزيادة الكتلة العضلية، لذا فقد يكون الشخص يمارس الرياضة دون الانتباه إلى نوعيتها ومدى فاعليتها في زيادة الوزن.

4- الجينات:

حدد الباحثون مؤخراً العامل الوراثي الأول (الجين) المسؤول عن النحافة الشديدة عند البعض، وهو أحد الجينات المسؤولة عن التحكم بوزن الجسم والمتواجدة على الكروموسوم 16الذي يسمى (Locus 16p11.2)، حيث أن وجود نسخ إضافية في موقع هذا الكروموسوم تزيد من احتمالية حدوث نقصان في الوزن، وذلك حسبما أشارت إليه أحد الدراسات التي نشرت في مجلة (Nature).

5- وجود مشكلة صحية:

قد يكون السبب في وجود صعوبة في زيادة الوزن وجود بعض المشاكل الصحية أو تناول بعض أنواع الأدوية المسببة للإسهال أو الغثيان أو تقليل الشهية، بالإضافة إلى وجود مشاكل مزمنة في الجهاز الهضمي، أو فرط نشاط الغدة الدرقية بشكل مزمن، كما أن وجود بعض الاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب، القلق والوسواس القهري، أو اضطرابات الطعام، مثل: فقدان الشهية العصبي (anorexia)، قد تقلل من كمية استهلاك السعرات الحرارية مما يعيق زيادة الوزن.

6- ارتفاع معدل عمليات الأيض.

7- تقلب المزاج والحزن قد يؤدي إلى تقليل الشهية كردة فعل طبيعية عند البعض، مما يقلل استهلاكهم للسعرات الحرارية في مثل هذه الحالات.

-متى يعد الوزن المنخفض خطر؟

يتم اعتماد مقياس مؤشر كتلة الجسم (BMI) لتقيم الوضع العام لوزن الشخص (غير الرياضي)، وذلك بحسب توصيات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، حيث يتم حساب ال (BMI) بقسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر.

وتنقسم دلالات قيمة مؤشر كتلة الجسم كالتالي:

نقص الوزن: أقل من 18.5

الوزن الطبيعي: 18.5 إلى 24.9

زيادة الوزن: 25.0 إلى 29.9

السمنة: 30 سنة أو عالية

إلا أنه في بعض الأحيان، يكون هذا المقياس غير دقيق؛ لذلك ينصح بالنظر أيضا إلى نسبة الدهون في الجسم، حيث أن النسبة الطبيعية للدهون لغير الرياضيين عند النساء تتراوح ما بين (23-31 %)، وعند الرجال تتراوح ما بين (13-21 %). أما بالنسبة للرياضيين فنسب الدهون تكون أقل، تتراوح عند النساء ما بين (15-20)% وعند الرجال ما بين (5-10)%.

قد تكون النحافة أمراً طبيعياً لدى الشخص كما أشرنا سابقاً، لكن إذا كان نقص الوزن مصاحباً لنقص نسبة الدهون عن الحد الطبيعي لدى الشخص، عندها من المحتمل أن تكون النحافة أحد المؤشرات التي تنذر بوجود مشكلة صحية، خاصةً إذا ظهرت أحد الأعراض الآتية:

1- انقطاع الحيض عند النساء.

2- العقم.

3- التعب العام والمستمر.

4- فقدان الوزن المفاجئ وغير المبرر.

5- الرفض المتكرر لتناول الطعام (فقدان الشهية).

-مخاطر النحافة الشديدة:

قد تؤدي النحافة الشديدة إلى بعض المشاكل الصحية، أهمها:

1- هشاشة العظام.

2- جفاف الجلد وتساقط الشعر.

3- فقر الدم

4- التعب العام طوال الوقت

5- مشاكل في الخصوبة والإنجاب

6- ضعف الجهاز المناعي.

-بعض النصائح عند التفكير بزيادة الوزن:

1- زيادة مجموع السعرات الحرارية المتناولة بما يتناسب مع احتياجاتك اليومية.

2- الاستعداد لتناول الطعام حتى مع الشعور بالشبع.

3- محاولة تذكُر تناول الطعام كل ساعتين على الأقل باستخدام المنبه على سبيل المثال.

4- الحفاظ على تواجد الوجبات الخفيفة المفضلة في متناول اليد.

5- الواقعية في الأهداف، والافتخار بأقل النتائج مهما كانت بسيطة.

تذكر أيضا:

• أن عملية زيادة الوزن بالطريقة الصحيحة تحتاج إلى وقت طويل قد يمتد إلى أشهر أو سنوات من الاستمرار في زيادة السعرات الحرارية اليومية، كما تحتاج إلى خطة ومتابعة من قبل ذوي الاختصاص لحساب مقدار الزيادة الصحيح.

• عدم إضاعة المال على الخلطات والمنتجات التي يُروَج لها أنها تساعد في بناء الكتلة العضلية.

• وجوب تقبل فكرة أن الزيادة في تناول الطعام قد تتسبب في حدوث الانتفاخ والغازات في بعض الأحيان.

• وجوب معرفة أن اكتساب الدهون مع الكتلة العضلية هو أمر طبيعي وجزء من المرحلة.

كما يفضل زيارة الطبيب قبل البدء في حمية لزيادة الوزن، إذا كنت تعاني من التعب العام أو أي مشاكل صحية أخرى.

Leave a Comment