مرض كرونز (Crohn’s Disease)

في الآونة الأخيرة انتشر مرض كرونز (Crohn’s Disease) بين العديد من الأفراد، فقد أصبحنا نرى الكثيرين ممن يعانون منه. إذا كنت تعاني منه، أو تعرف أحدًا يعاني منه، فإن هذا المقال سيقدم لك شرحًا بسيطًا عن طبيعة المرض، متبوعًا بالعديد من النصائح التي تهمك.    

-ما هو مرض كرونز؟

مرض كرونز: هو شكل من أشكال الالتهاب الذي يصيب الأمعاء، ولا يقتصر على القولون كما يعتقد البعض، وإنما قد يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي (ابتداء من الفم حتى فتحة الشرج) مسبًبا التهابًا مزمن. قد يمر الفرد المصاب بفترات دون وجود أعراض أو بوجود أعراض خفيفة وهذا ما يسمى ب (Remission)، وفترات أخرى قد تشتد فيها الأعراض بحيث لا يمكن السيطرة عليها أو ما يسمى ب (Flare).

عند اشتداد الالتهاب قد يصاحب المصاب عدة أعراض أهمها:

  • حدوث إسهال.
  • خسارة الوزن غير المقصودة.
  • الشعور بألم بالبطن.
  • فقدان للشهية.
  • تعب عام.
  • وجود دم أو مخاط في البراز (أو كليهما).

-ما هي أسباب الإصابة بمرض كرونز؟  

على الرغم من أن الأسباب المؤدية لهذا المرض غير معروفة بعد، إلا أن هناك عدة عوامل قد تساهم في تطور المرض منها: التدخين، حدوث عدوى سابقة بالطفولة (قد تؤدي لخلل في جهاز المناعة)، عوامل وراثية، وعوامل أخرى تتعلق بالبيئة المحيطة مثل: نمط الحياة، والتغذية. 

-هل هنالك علاج؟

 حتى الآن لا يوجد علاج شافٍ لمرض كرونز، ولكن طرق العلاج المتوفرة حاليًا تسعى فقط للتخفيف من شدة الالتهاب والأعراض وهي كالآتي: أدوية يتم وصفها بواسطة الطبيب، تغيير يشمل نظامه الغذائي ونمط حياته وعاداته وسيتم تفصيلها لاحقًا، وأخيرًا التدخل الجراحي في بعض الحالات المتقدمة. 

قد يشعر بعض الأفراد الذين يعانون من كرونز بالضغط النفسي والإحباط حيال ما يتناولون، بالإضافة لذلك فإن عدم اتباع الحمية المناسبة قد يؤدي لآثار جانبية ومضاعفات أهمها: نقص بالعناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن، خسارة الوزن، وصولًا إلى سوء التغذية. لذلك سنقدم نصائح مهمة فيما يتعلق بتحضير الطعام والوجبات تهدف لنمط حياة صحي، ومتوازن وغنيّ بالعناصر الغذائية، تتضمن: 

  1. تناول وجبات صغيرة متعددة بدلًا من تناول وجبات رئيسية كبيرة. 
  1. شرب كميات كافية من الماء؛ حتى تبقى منتعشًا. 
  1. الشرب ببطئ، وتجنب استعمال المصاصة؛ لأنها تساعد على دخول الهواء للأمعاء مما قد يسبب الغازات. 
  1. تحضّير الوجبات مسبقًا، والحرص على ملئ الثلاجة بالأطعمة التي لا تؤثر سلبًا عند تناولها. 
  1. استعمال أساليب الطهي البسيطة مثل: السلق، الشوي، الطهي على البخار. 
  1. تدوين الأطعمة التي يتم تناولها في قائمة، مع ذكر الأعراض التي تصاحب تناول أي نوع.
  1. المتابعة مع أخصائي التغذية؛ نظرًا لدوره المهم في المتابعة وتقديم الاقتراحات. 

من الأمور التي يُخشى حدوثها لمصابين كرونز عدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerance) ، وذلك بسبب الضرر الحاصل في الأمعاء؛ الذي قد يؤدي لغياب إنزيم اللاكتيز (Lactase)، المسؤول بدوره عن تحطيم جزيئات اللاكتوز (السكر الموجود بالحليب)، وقد تظهر أعراض غياب أنزيم اللاكتيز شبيهة بالأعراض التي ذُكرت سابقًا بغضون 20 دقيقة إلى ساعتين بعد تناول اللاكتوز.

في حالة اشتداد الأعراض فإنه يجب اتباع نظام الأقصاء الغذائي (Elimination Diet) ، بالامتناع عن تناول أطعمة معينة قد تكون سببًا في تفاقم وزيادة شدة الأعراض مثل:  

  1. الألياف غير الذائبة بالماء (التي يصعب هضمها)، وهي موجودة في الفاكهة التي لها قشرة وبذور، الخضراوات الخضراء مثل: البروكلي والزهرة، المكسرات، والحبوب الكاملة. 
  1. الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز مثل: الحليب، الألبان، والأجبان. 
  1.  المعجنات، الحلويات، والعصائر المُحلاة. 
  1. الأطعمة العالية بالدهون: كالزبدة، والمرجرين (الزبدة النباتية)، وكل ما هو مقلي. 
  1. الأطعمة الحارّة. 

وفي حال اتباع هذه الحمية قد يحتاج الفرد المصاب لتناول المكملات الغذائية، وذلك بعد استشارة الطبيب مثل: فيتامين د، الحديد، الكالسيوم، وفيتامين ب 12؛ ليتجنب حصول نقص بالعناصر الغذائية. 

أما في حال إختفاء الأعراض أو عدم تواجدها فإن أهم ما يجب مراعاته هو: المحافظة على نظام متنوع ومغذّي، يشمل إدخال أطعمة جديدة بالتدريج، مع الحرص على بقاء جسدك مرتويًا سواءً بالماء والمشروبات أو بتناول أطعمة ذات محتوى عالي بالماء، كما يجب الاهتمام بتناول هذه الأطعمة: الأطعمة الغنيّة بالألياف (كالشوفان، المكسرات، والحبوب الكاملة)، مصادر البروتين (كاللحوم منزوعة الدهن، البيض، السمك)، الفواكه والخضراوات (مع إزالة القشرة أو البذور في حال كانت تسبب الإزعاج)، واخيرًا الأطعمة الغنية بالكالسيوم كالحليب والألبان والأجبان؛ وإن كان الفرد يعاني من عدم تحمل اللاكتوز يمكن استبدال هذه المنتجات بمنتجات خالية من اللاكتوز.

Leave a Comment