انقطاع الطمث ما هو؟ وما أعراضه؟
تتعرض النساء لنقطة تغير محورية في حياتها عند انقطاع الطمث (الدورة الشهرية) وتوقّف قدرتها على الإنجاب، تصطدم بالواقع بسبب التغيرات التي يتعرض لها جسمها ونفسيتها. لهذا السبب يجب أن تخصص هذا الوقت للاهتمام بنفسها من خلال وعيها بهذه المرحلة والتغييرات اللازمة على نمط حياتها.
في هذا المقال، نسلط الضوء على موضوع انقطاع الطمث، علاماته، أعراضه، وكيفية التعامل مع هذه الفترة.
-ما هو انقطاع الطمث؟
انقطاع الطمث أو سن الأمل (Menopause): هي مرحلة طبيعية في حياة المرأة، تصل إليها معظم النساء بين سن 45-55 وقد تصل بعض النساء في وقت أبكر بسبب جيناتهم، أو بعض المشاكل الصحية، أو العمليات الجراحية، أو لأسباب أخرى.
-ما سبب انقطاع الدورة الشهرية؟
يعتبر المسبب الرئيسي في انقطاع الدورة الشهرية حدوث تغير في نسب إفراز الهرمونات الأنثوية لدى المرأة. وفي هذه الفترة تتوقف المبايض عن إنتاج البويضات ويقل إفراز هرمون الاستروجين(Oestrogen Hormone) والبروجستيرون (Progesterone Hormone) واللذان يعتبران من الهرمونات الأنثوية الرئيسية.
تبدأ أعراض انقطاع الطمث بالظهور قبل 4 سنوات من انقطاع الطمث بشكل نهائي، حيث يحدث عدم انتظام بالدورة الشهرية. ويتم تشخيص انقطاع الطمث عند إتمام 12 شهر دون حدوث دورة شهرية، وهنا تكون المرأة قد وصلت لمرحلة انقطاع الطمث -سن الأمل- (Menopause).
بعد الدخول في مرحلة انقطاع الطمث تبدأ الأعراض بالظهور مثل: الهبات الساخنة (Hot Flashes)، والتعرق الليلي. وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي: المشاكل النفسية (مثل القلق والاكتئاب)، ومشاكل الذاكرة والتركيز، والجفاف المهبلي، والمشاكل البولية، وفقدان الرغبة الجنسية، والصداع، وصلابة المفاصل والعضلات، وهشاشة العظام (Osteoporosis).
تمر هذه المرحلة على بعض النساء بشكل سلس ومريح، وأخريات تواجهن فترة صعبة وحرجة جسديًا ونفسياً. ومن الأمور التي قد تؤثر على المرأة نفسياً، اختلاف طريقة توزيع الدهون في الجسم، مما يؤثر على نظرتها لنفسها.
-كيف نمنع زيادة الوزن في هذه المرحلة؟
لا توجد وصفة سحرية لمنع الزيادة في الوزن خلال هذه المرحلة لكن يمكن السيطرة عليها عن طريق:
أولاً النشاط البدني: وهي من أهم الأمور حيث يُنصح بممارسة التمارين الهوائية متوسطة الكثافة بما لا يقل عن 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع (على الأقل 150 دقيقة بالأسبوع)، إضافةً الى ممارسة تمارين المقاومة على الأقل مرتين بالأسبوع والهدف منها ليس فقط زيادة القوة؛ بل حماية الكتلة العضلية، وإبطاء فقدان المعادن من العظام التي يمكن أن تؤدي إلى هشاشة العظام.
ثانياً نمط غذائي صحي: وجود صعوبة في الحفاظ على الوزن يحتم عليها الانتباه إلى مكونات النظام الغذائي، والحرص على تناول بعض العناصر الغذائية التي تزداد أهميتها في هذه المرحلة مثل: الأطعمة التي تحتوي كمية عالية من البروتين (مثل: اللحوم، والدواجن، والبقوليات)، والأطعمة الغنية بعنصر الكالسيوم (مثل: الألبان والأجبان)، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالألياف، الفيتامينات والمعادن. يوجد الكالسيوم بشكل رئيسي في الحليب ومشتقاته من الألبان، مثل: الحليب أو الزبادي أو الجبن. ويمكن الحصول عليه بكميات أقل من مصادر غذائية أخرى، مثل: بعض الخضار الورقية كالجرجير واللفت والسبانخ، حبوب السمسم، والتين المجفف، والأسماك التي تؤكل مع العظام (مثل السردين). وأما فيتامين د (Vitamin D) فهو مهم لصحة العظام لأنه يساعد على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء. وينتج فيتامين د عند تعرضنا للشمس أيضًا، مصادر غذائية يتوافر فيها هذا الفيتامين مثل: الأسماك الزيتية -مثل السلمون والسردين، اللحم الأحمر، صفار البيض.
ثالثاً الحصول على قسط كافٍ من النوم: عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يؤدي إلى الميل إلى تناول المزيد من الوجبات الخفيفة واستهلاك المزيد من السعرات الحرارية. لذلك يجب الحرص على النوم بمعدل 7-9 ساعات للحصول على قسط كافي من الراحة.
كخلاصة فأن الخبر السار هو أن اتباع نظام غذائي صحي، ومتنوع، مع القيام بالتمارين الرياضية المتنوعة بشكل منتظم، لهُ دور في الحفاظ على الوزن خلال هذه الفترة الانتقالية، ويمكن أن يساعد في تقليل شدة أعراض انقطاع الدورة والحماية من المشاكل الصحية طويلة المدى المرتبطة بها.