حمية البحر الأبيض المتوسط Mediterranean Diet
[pl_row]
[pl_col col=12]
[pl_text]
بحسب التقرير العالمي للولايات المتحدة الأمريكية (U.S. News & World Report Rankings )، فقد حازت حمية البحر الأبيض المتوسط على المرتبة الأولى في تصنيف أفضل حمية صحية على الإطلاق في عام 2019، وذلك بإجماع خبراء الصحة والتغذية بعد تحليل الكثير من الدراسات.
تشتمل حمية البحر الأبيض المتوسط على العادات الصحية المتبعة قديماً لدى الشعوب التي تعيش في الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، واليونان.
إيطاليا!! غالباً أول ما يخطر في مخيلتنا بمجرد سماع اسم هذه الدولة هو البيتزا ومختلف أنواع المعكرونة (الباستا)، ولكن هذه الأطباق الحديثة ليست هي المقصودة بشكل أساسي عند الحديث عن حمية البحر الأبيض المتوسط، ولعل اليونان هي الدولة الأقرب لهذا النمط الغذائي إلى يومنا هذا. فما هي حمية البحر الأبيض المتوسط؟ وما الذي يجعلها تتميز على الحميات الشائعة الأخرى؟ وهل هي مجدية إذا كان الهدف خسارة الوزن؟
خصائص حمية البحر الأبيض المتوسط
تعتمد حمية البحر الأبيض المتوسط التقليدية على تناول:
- كميات كبيرة من:
الخضروات، والفواكه، والبقوليات والحبوب الكاملة، والمأكولات البحرية، والمكسرات، وزيت الزيتون
- كميات معتدلة من:
الدواجن، والبيض، والألبان
- كميات قليلة جداً من:
اللحوم الحمراء والمصنعة، والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والحلويات
ليس هذا فقط؛ بالإضافة لهذه الخصائص المتعلقة بالنمط الغذائي، فعند النظر لهذه الشعوب ودراسة عاداتهم، وجد الباحثون أن النمط الغذائي هو الجزء الأكبرمن هذه الحمية لكنه ليس الوحيد،حيث يشكل المستوى العالي من النشاط البدني، وتناول وجبات الطعام على المائدة بمشاركة العائلة أوالأصدقاء الجزء الفعال الآخر من الحمية.
استثمر في صحتك
عند الاطلاع على حمية البحر الأبيض المتوسط سيجد البعض أنها مكلفة مادياً، فزيت الزيتون البكر، والسمك، والمكسرات، وحتى الخضروات والفواكه غالباً أسعارها مرتفعة نسبة إلى اللحوم المصنعة والأطعمة الجاهزة. لكن عندما يتم النظر إلى الحمية الغذائية بنظرة أشمل من ناحية التكاليف كما فعلت بعض الجهات المعنية بالاقتصاد في أمريكا، بحيث درسوا تأثير حمية البحر الأبيض المتوسط على النفقات التي تنفقها الدولة على الرعاية الصحية والأمراض المزمنة؛ وكانت النتائج مذهلة، حيث تشير البيانات الأولية إلى أن اتباع الأمريكيون 20% فقط من حمية البحر الأبيض المتوسط فإن الولايات المتحدة ستوفر 25.7 مليار دولار في السنة، مع تحول حقيقي في جودة النظام الغذائي!
فإذا قررت اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط، لا تفكر بأنك ستتكلف مادياً لتأكل بطريقة صحية، فكر بعقلية الشخص المستثمر، فأنت هنا تستثمر في صحتك، لأن اتباع هذه الحمية يقلل من نسبة إصابتك بمعظم الأمراض المزمنة إلى النصف، مما يقلل من نفقات العلاج ومن الشعور بآلام الأمراض أيضاً.
الفوائد الصحية لحمية البحر الأبيض المتوسط
اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط قد تقلل من احتمالية الإصابة ببعض المشاكل الصحية الجسدية والعقلية مثل:
- أمراض القلب والسكتة الدماغية – إلى الآن تعد حمية البحر الأبيض المتوسط، أفضل حمية للوقاية من أمراض القلب حتى أنها صنفت أفضل من الحميات المخصصة لمرضى القلب التي تعتمد على تقليل الدهون بشكل كبير
- السكري من النوع الثاني – أغلب الدراسات أكدت فعالية هذه الحمية في الوقاية من السكري حتى في خفض مستويات السكر التراكمي لدى متبعي هذه الحمية، ولعل السبب في ذلك هو تناول أطعمة غنية بالألياف والاعتماد على زيت الزيتون بشكل رئيسي كمصدر للدهون.
- الزهايمر – بسبب ارتفاع احتمالية تحسن مستويات الكوليسترول ومستويات السكر في الدم-، تساعد هذه الحمية في التقليل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بطريقة غير مباشرة
- مرض باركنسون (Parkinson’s Disease) – حمية البحر الأبيض المتوسط تقلل من نسب الإصابة بالمرض العصبي باركنسون إالى النصف. حيث أن تناول كميات كبيرة من الخضروات والفواكه يعزز نسب مضادات الأكسدة في الجسم، مما يؤدي للتقليل من أكسدة الخلايا وتراكم المخلفات الناتجة عنها، والتي تعد المسبب لمرض باركنسون.
- تراجع الصحة العامة لكبار السن – عند اتباع هذه الحمية ودمج النشاط البدني بها، فإنها تساعد على تأخير المشاكل التي تحدث مع التقدم في السن مثل ضعف العضلات وهشاشة العظام.
حمية البحر الأبيض المتوسط وخسارة الوزن
في عدة دراسات تعتمد على التجربة السريرية، تم إحضار 998 شخص يعانون من السمنة أو الوزن الزائد وقارنوا حمية البحر الأبيض المتوسط مع حميات أخرى لخسارة الوزن مثل الحمية القليلة بالنشويات، الحمية القليلة بالدهون، وحمية الجمعية الأمريكية للسكري (American Diabetes Association ADA).
من ناحية فقدان الوزن بشكل عام، تساوت نتائج حمية البحر الأبيض المتوسط مع كل من الحمية قليلة النشويات وحمية الجمعية الأمركية للسكري بحيث كانت خسارة الوزن لدى الأشخاص بعد مرور سنة بمقدار 4-10 كغ. أما بالمقارنة مع الحمية القليلة بالدهون التي كانت نتائج خسارة الوزن فيها أقل، فقد خسر الأشخاص بمقدار 2.7- 5 كغ من وزنهم في نفس الفترة الزمنية)على مدى سنة من اتباع هذه الحمية ومع توحيد السعرات الحرارية المتناولة لدى جميع الأشخاص بمختلف الحميات(. ولكن النتائج لم تنتهي هنا، فقد لوحظ بأن الأشخاص الذين اتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط قل محيط الخصر لديهم بشكل ملحوظ. حيث يعتبر محيط الخصر من المؤشرات المهمة على الصحة العامة، نظراً لارتباط دهون هذه المنطقة بالإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة.
وأخيراً، بما أن حقل التغذية بشكل عام عاد للتركيز على نمط غذائي كامل ودراسته بدلاً من التركيز على نوع طعام معين، فإن حمية البحر الأبيض المتوسط تعتبرمثالاً حياً و ملموساً على أرض الواقع كنظام غذائي صحي، لهذا فإنه وبمجرد الأخذ بعين الاعتبار بعض القواعد الموجودة فيه فإن نمط الحياة سيتأثر بشكل جيد وسيعود هذا الأثر على الصحة العامة على المدى البعيد، خاصة إذا تم الأخذ بعين الاعتبار الكميات المتناولة لأنه وكما نعلم كمية السعرات الحرارية الزائدة حتى ولو كان مصدرها الطعام الصحي تؤثر بشكل مباشر على زيادة الوزن.
[/pl_text]
[/pl_col]
[/pl_row]