كيف تحدد فصيلة دمك نظامك الغذائي؟
انتشرت مؤخرًا العديد من الحميات الغذائية التي توعد بخسارة الوزن بفعالية، ومن هذه الحميات الحمية الغذائية تبعًا لفصيلة الدم، ولا بد أنه قد نصحك احدهم بها كطريقة لخسارة الوزن، أو قد تكون قرأت عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، أو شاهدت فيديو لها على اليوتيوب. فما مدى دقة المعلومات المتداولة عن الحميات الغذائية تبعًا لفصلية الدم؟
تواجه الحميات الغذائية التي تحددها فصيلة الدم العديد من الأسئلة أهمها: هل حقًا يمكن تحديد النظام الغذائي عن طريق فصيلة الدم؟ وهل من المعقول أن جميع الأشخاص الذين فصيلة دمهم(A) تناسبهم نفس الحمية؟ ماذا لو كان الشخص رياضي؟ أو شخص لا يبذل أي مجهود بدني؟ ماذا عن الأشخاص المصابين بداء السكري وارتفاع ضغط الدم هل يمكن اتباع نفس الحمية الغذائية لشخص آخر سليم فقط لأنهم يملكون نفس فصيلة الدم؟
– كيف نتج هذا النظام الغذائي وما المبدأ القائم عليه؟
صاحب الفكرة هو العالم بيتر دادامو، كان يدرس فصائل الدم وكيف ممكن أن يتفاعل الطعام معها، وتوصل إلى نظرية إنّه ممكن أن يتفاعل الطعام مع الدم عند بعض الأشخاص ويسبب عسر أو مشاكل بالهضم أو خمول، أو يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، لذّلك اقترح نظام غذائي معين لكل فصيلة دم فمثلًا:
- فصيلة الدم(A): يتبع الأشخاص فيها نظام خالي من اللحوم، عالي بالفواكه، والخضار، والأسماك، والحبوب الكاملة.
- فصيلة الدم(B): يتبع الأشخاص فيها نظام متنوع يشمل بعض أنواع اللحوم، والأسماك، ومنتجات الحليب، والخضار، والفواكه، وبعض الحبوب، ولكن لا يُسمح فيها بتناول الدجاج ومنتجات القمح.
- فصيلة الدم(O): يتبع الأشخاص فيها نظام عالي بالبروتين، أي باللحوم والدواجن والأسماك، ويُكثر من تناول بعض الخضار، والفواكه، ولكن يبتعد عن مجموعة الحبوب والبقوليات.
- فصيلة الدم(AB): يتناول فيها الأشخاص منتجات الحليب، ولحم الخروف، والاسماك، والحبوب، والخضار والفواكه. أمّا الممنوع فهو لحم البقر والدجاج.
-رأي الأبحاث والدراسات؟
لحد الآن، لا يوجد أي أدلّة طبية أو علمية موثوقة تثبت إنّ اتّباع نظام غذائي تبعًا لفصيلة الدم سيحسن من الصحة، أو يمنع من الإصابة بالأمراض، أو يساعد في خسارة الوزن.
-ولكن لماذا قد يحصل خسارة للوزن عن اتباعها؟
إذا لوحظ خسارة بالوزن، فهذا لا يعني أن هذه الحمية الغذائية صحيحة ومناسبة لهذا الشخص، لأنه خسارة الوزن في هذه الحالة ناتجة عن تقليل السعرات الحرارية المتناولة عن طريق الاستغناء عن مجموعات غذائية كاملة من النظام الغذائي، والابتعاد عن الأطعمة المصنّعة والجاهزة، والتركيز على الأطعمة الطازجة، كما أن الموضوع متعلق بالعامل النفسي أيضًا. ومما يؤكد ان هذه الحميات غير مناسبة هو عدم مراعاتها للفروقات الفردية، والحالة الصحية، والتفضيلات الغذائية بين الأشخاص.
فالأنظمة الغذائية المناسبة والجيدة هي التي تعطي الشخص احتياجاته الغذائية حسب وضعه وهدفه، بالإضافة أنها تزيد من الوعي لديه اتجاه اختياراته الغذائية، وتجعله قادر على التعامل مع جسمه بشكل أفضل. كما أن الحمية المناسبة هي الحمية التي يمكن أن تُتبع كنمط وأسلوب حياة، والاستمرار عليها على المدى الطويل، وتساعد على تحقيق الأهداف، دون حدوث أي مشاكل صحية بسبب اتباعها.
موضوع الحميات الغذائية ليس بذّلك التعقيد والصعوبة، كل ما هنالك أنه يجب أن تتناول احتياجاتك من السعرات الحرارية، والتعلم أكثر عن مبدأ كثافة الطعام، والسعرات الحرارية بالأطعمة، وكما نؤكد دائمًا أن العامل الأهم وحجر الأساس في خسارة الوزن هو أن تكون في حالة عجز/نقص بالسعرات الحرارية(caloric deficit) المتناولة، بالتّالي سيحصل خسارة بالوزن، وتتحسن الصحة بشكل عام.
في حال قررت اتباع حمية غذائية وتحتاج المساعدة في حساب احتياجاتك لا تتردد في طلب المساعدة من فريق فت زاد.