حساسية القمح (Celiac Disease)
من المعروف دور التغذية في تحسين الصحة والتقليل من فرص الإصابة ببعض الأمراض، بالإضافة لدورها الأساسي في رحلة العلاج، خاصًة للأمراض المزمنة، مثل: السكري، الضغط، وأمراض القلب. ولكن هل فكرت سابقًا أن التغذية وحدها قد تكون العلاج؟
الإجابة هي نعم وحتى تعرفوا أكثر ننصحكم بقراءة المقال للنهاية.
من أهم الحالات المَرضيّة التي تلعب التغذية دور أساسي في تخفيف الأعراض والحد من تطورها، هو مرض حساسية القمح (Celiac Disease)، وهو من أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الأمعاء الدقيقة بشكل خاص، عندما يتناول الأشخاص المصابون بحساسية القمح أيّ من الأغذية، أو الأدوية التي تحتوي على الجلوتين(Gluten) بروتين القمح، فإن جهاز المناعة يُهاجم الأمعاء الدقيقة، ومع تكرار هذه الهجمات، يحدث تلف في الزغابات المعوية (villi) الموجودة داخل الأمعاء الدقيقة، والتي تعزز من امتصاص العناصر الغذائية من فيتامينات ومعادن، مما يؤدي لخلل في عملية الامتصاص، وتفاقم مشاكل صحية على المدى البعيد في حال عدم علاجه.
-ما مدى انتشاره؟ وهل يستهدف فئة معينة؟
يُصنف كمرض وراثي، ووجود قريب من الدرجة الأولى مُصاب يزيد من خطر الإصابة، وبشكل عام يصيب شخص واحد من بين100 شخص. ويُذكر أنه يُصيب الأشخاص بجميع الأعمار، وغير مرتبط بالأطفال بشكل خاص.
قد يكون من الصعب تشخيص حساسية القمح لاختلاف تأثيره على الأشخاص، وتعدد الأعراض التي تظهر سواء على الجهاز الهضمي أو أجهزة الجسم الأخرى، إليكم أهم الأعراض التي يمكن الاستدلال بها على الإصابة بحساسية القمح:
-تنتشر عند الأطفال والرضّع مشاكل متعلقة بالجهاز الهضمي مثل:
1-حدوث ألم أو انتفاخ بالبطن.
2- الإمساك أو الإسهال المزمن.
3- التقيؤ.
4- براز شاحب، أو كريه الرائحة، أو دهني.
5- فقدان ملحوظ للوزن مما قد يؤثر على نمو الأطفال.
6- قصر القامة.
7- الشعور بالإجهاد أو التعب.
8-حدوث فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
-أما البالغين، فهُم أقل عُرضة لمشاكل الجهاز الهضمي من الأطفال، وإنما تظهر لديهم هذه الأعراض:
1- فقر الدم الناتج عن نقص الحديد غير المبرر.
2-الشعور بالإجهاد.
3-ألم في العظام والمفاصل.
4- حدوث التهاب بالمفاصل.
5-الشعور بالاكتئاب والقلق.
6- اعتلال أعصاب الأطراف فتسبب الألم والتنميل في اليدين والقدمين.
7-هشاشة العظام.
8-حدوث إجهاض متكرر عند النساء.
9- الطفح الجلدي والحكة.
طريقة العلاج:
في الوقت الحالي طريقة العلاج الوحيدة هي الالتزام بحمية خالية من الجلوتين(Gluten- free diet)مدى الحياة، تشمل استبعاد جميع المنتجات المصنوعة من القمح، والشعير، والشوفان أيضًا (على الرغم من أنه بطبيعته خالي من الجلوتين)، ولكننا نخشى تلوثه أثناء عمليات الإنتاج، والتصنيع بالقمح أو الشعير.
بشكل عام الأشخاص المصابون بحساسية القمح أكثر عرضة لأمراض القلب، وسرطان الأمعاء، ومع عدم الالتزام بالحمية المناسبة يؤدي ذلك إلى تفاقم اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى، مثل: السكري النوع الأول، والتصلب اللويحي (Multiple sclerosis)، ومشاكل صحية أخرى، مثل: فقر الدم، هشاشة العظام، وحدوث العقم والإجهاض.