خرافات تغذوية
عالم التغذية مليء بالخرافات التغذوية التي يتم تداولها بكثرة بين الناس، فما أشهر هذه الخرافات؟ وما مدى صحتها؟ وكيف يمكن التعامل معها؟ كل هذا سنجيب عنه في هذا المقال.
الخرافة الأولى: من الأفضل تناول الفواكه على معدة فارغة حتى لا تسبب تعفن في المعدة!
الفكرة المتعارف عليها والمتداولة بين الناس أن الفواكه غنية بالألياف مما يعمل على إبطاء عملية الهضم، وبقاء الطعام داخل المعدة لفترات زمنية طويلة وهذا يؤدي إلى تعفنه، فانتشرت فكرة أن تناول الفواكه على معدة فارغة أفضل من تناولها مع الوجبة، أو بعدها مباشرة.
صحيح أن الفواكه غنية بالألياف وهذا قد يأخر من عملية الهضم ووقت تفريغ المعدة، ولكن إحدى الدراسات التي أُجريت لمعرفة مدى تأثير الألياف على عملية إفراغ المعدة، وجدوا إن تغير معدل الوقت الذي تستغرقه المعدة لتفريغ نصف محتوياتها كان من 72 دقيقة إلى 86 دقيقة، يعني فرق 14دقيقة فقط بينهم.
يا ترى هل هذا سبب كافي لتسبب تعفن بالمعدة؟
الجواب لأ؛ لا يمكن إنكار تأثير الألياف على عملية الهضم لكن في الحقيقة هو سبب غير كافي لإفساد الطعام وتعفنه في المعدة، وفي أسوء الأحوال حتى لو بقي الطعام لوقت أطول، فدرجة حموضة المعدة كافية لمنع نمو معظم الميكروبات، مما يعني استحالة حدوث التعفن.
الحقيقة: من الأفضل أن تتناول الفواكه في الوقت الذي تفضله وتشعر أنه مناسب لك، وإذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من النفخة والتعب بسبب تناول الفواكه بعد الوجبة فالأفضل المباعدة بينهم.
الخرافة الثانية: الصيام المتقطع الوصفة السحرية لخسارة الوزن.
الصيام المتقطع مثل أي نظام غذائي آخر تتبعه لخسارة الوزن، فمعادلة خسارة الوزن تحتاج إلى تحقيق عجز بالسعرات الحرارية المتناولة، أما بدون انتباه وخطة مدروسة ممكن أن يعطي الصيام المتقطع نتائج عكسية ويزداد الوزن، مثلما يحدث مع أغلب الأشخاص خلال شهر رمضان.
الحقيقة: الفكرة أنه عند اتباع الصيام المتقطع ستقل السعرات الحرارية المتناولة، حيث يقوم الشخص بالصوم عن الطعام لعدد ساعات معين مما قد يساعده في التحكم في الشهية، ويقلل عدد الوجبات المتناولة، والوجبات الخفيفة العشوائية التي عادةً تكون هي السبب في زيادة السعرات الحرارية المتناولة. ولكن الحقيقة أن الصيام المتقطع وسيلة من الممكن أن تساعد في خسارة الوزن إذا استخدمت وطبقت بالتزامن مع تحقيق عجز في السعرات الحرارية وممارسة التمارين الرياضية.
الخرافة الثالثة: مشروب القرفة مع معلقة عسل مشروب حارق للدهون.
بالرغم من كثرة الشائعات عن دور مشروب القرفة والعسل في خسارة الوزن، إلا أنّ الأدلة المستخدمة لدعمها ضعيفة. تقترح بعض الدراسات أنه العسل ممكن أن يساعد في التقليل من زيادة الوزن، عن طريق:
1- المساعدة في الاستغناء عن استخدام السكر بكميات كبيرة.
2- قدرته على تنشيط الهرمونات التي تقلل من الشهية.
الحقيقة: للآن لا يوجد أي دراسة تثبت فعالية هذا المشروب على خسارة الوزن، لكن الفكرة أن استخدام العسل كمحلي للمشروبات يؤدي إلى التقليل من السعرات الحرارية بشكل طفيف(غير ملحوظ بشكل يؤدي لخسارة الوزن)، كونه سيستخدم بكميات أقل من السكر.
الخرافة الرابعة: التعرق أكثر خلال التمرين يدل على حرق دهون أكُثر.
عند ممارسة التمارين الرياضية ترتفع درجة حرارة الجسم نتيجة القيام بمجهود بدني، والتعرق يكون من أهم الطرق التي يستخدمها الجسم للتبريد، وتنظيم درجة حرارة الجسم.
الحقيقة: للتعرق عدة أسباب مختلفة مثل تنظيم درجة حرارة الجسم، والتخلص من السموم، وغيرها، لكن الأكيد أن حرق الدهون ليس من ضمنهم.
الخرافة الخامسة: نظام غذائي لتنحيف مناطق معينة بالجسم.
من أكثر الطلبات اللامنطقية المنتشرة بين الأشخاص، طلب نظام غذائي لخسارة الدهون بجزء معين من الجسم،، والانهماك بهذه الفكرة وتجاهل الصورة الكاملة، والتوقف عن تناول أصناف معينة مثل الجبنة لتنحيف منطقة الأرداف(حسب اعتقادهم) .
توزيع الدهون في الجسم يعتمد على عدة عوامل، أهمها: الجنس، الجينات، الهرمونات، ومقاومة الأنسولين، بالتالي مثلما نحن غير قادرين على التحكم بأماكن تخزينه، نحن غير قادرين على التحكم بأماكن فقدانه أيضًا.
الحقيقة: لخسارة الدهون من اليدين، أو منطقة البطن، أو أي مكان آخر تحتاج إلى اتباع نظام غذائي مناسب يساعد على خسارة الوزن على مستوى الجسم كامل، صحيح أنه من الممكن خسارة الوزن في أماكن قبل غيرها، لكن من المؤكد أننا غير قادرين على التحكم في هذا الموضوع عن طريق النظام الغذائي، وطبعاً يجب الانتباه إلى دور تمارين المقاومة التي تستهدف عضلات الجسم بحيث من الممكن أن تساعد في تغير شكل الجسم.
الخرافة السادسة: نظام غذائي يساعد في خسارة 10 كيلو بأسبوع وبدون أي أضرار!
من أكثر المواضيع بحثًا على اليوتيوب وتحقق مشاهدات بالملايين، يصدقها أغلب الأشخاص ويبدأون بتطبيق هذه النصائح وإرشاد الآخرين لاتباعها.
عادةً النظام الغذائي الذي يؤدي لخسارة الوزن بشكل كبير نسبيًا يكون نظام غذائي قاسي يعتمد على أدوية وحبوب تنحيف، أو على السوائل بشكل عام مثل: شوربات الملفوف، أو الوصفات السحرية مجهولة المكونات، أو كميات الطعام القليلة جدًا مثل: التمر واللبن.
الحقيقة: كونك تحقق عجز كبير في السعرات الحرارية فمن الممكن فعلاً خسارة وزن كبير في البداية، ولكن من المهم معرفة أن هذا الوزن المفقود ليس دهون، حيث يكون أغلبه ماء، وكتلة عضلية، ونسبة قليلة جدًا من الدهون، ومع مرور الوقت يؤدي إلى خسارة عضلات الجسم، وفقدان عناصر غذائية مهمة (فيتامينات، ومعادن، وبروتين، ودهون صحية)، وسيتضرر معدل الأيض بالجسم، وتكراره ممكن أن يعرض الشخص لتأثير اليويو دايت (فقدان الوزن واكتسابه بشكل دوري وبفترات قصيرة)، وفي النهاية قد يسبب اضطرابات الأكل مثل: نهم الطعام، والشعور المستمر بالجوع، ومشاكل صحية مثل: الجفاف، واضطراب الجهاز الهضمي، وتساقط الشعر، والتعب والإرهاق.
وكما ننصح دائمًا في منصة فتزاد لكي تكون خسارة الوزن بطريقة صحيحة يجب اتباع نظام غذائي متوازن، تناول البروتين بكميات كافية، التنوّع بالمجموعات الغذائية، وجعل ممارسة الرياضة جزء أساسي من اليوم. ولا تترددوا في السؤال عن أي معلومة أو استفسار لديكم.