الخل وخسارة الوزن بين الحقيقة والخرافة

شاع استخدام الخل في المجالات الطبية وذلك لخصائصه العلاجية المفترضة، ولكن في السنوات الأخيرة ازداد التوجه إليه لغايات خسارة الوزن، فما السّر وراء هذا التوجّه؟  

على الرغم من عدم وجود أدلة علمية ودراسات تثبت دور الخل في خسارة الوزن، إلا أن الاعتقاد المنتشر أن الخل يظل علاجًا آمنًا، للمساهمة في زيادة عمليات الأيض، وبالتالي خسارة الوزن. ويقول مؤيدو الخل أن تناوله قبل الوجبة يساعد في كبح الشهية،وحرق الدهون لديهم، لذّلك كان لا بد من إجراء دراسة لإثبات أو نفي هذا الاعتقاد.

-ماذا تقول الدراسات؟

-الدراسة الأولى:

تم إجراء دراسة عام 2009 في اليابان على أفراد يعانون من السمنة لمعرفة تأثير الخل على الوزن، وتم تقسيمهم إلى مجموعات: مجموعة لا تستهلك الخل، ومجموعة تستهلك 15مل، ومجموعة تستهلك 30مل. تم إعطاء الخل للمجموعة الثانية والثالثة دون إعلام المشاركين بحجم الجرعة، وإعطاء العلاج الوهمي للمجموعة التي لم تتناول الخل، لذّلك لم يكن أحد من المشاركين يعلم من يتناول الخل وكم يتناول ومن لا يتناوله.

-النتائج:

لم يؤثر الخل على تناول الطعام في المجموعات الثلاث، بينما لوحظ أن الأشخاص الذين استهلكوا الخل سجلوا متوسط خسارة بالوزن (1.2كغ) لجرعة 15مل، و(1.9كغ) لجرعة 30مل بعد مرور 12أسبوع من الدراسة، مما دلّ أن خسارة الوزن اعتمدت على الجرعة، وكان الافتراض أن خسارة الوزن نتيجة زيادة إنزيمات أكسدة الدهون. لكن الأفراد استعادوا الوزن المفقود بعد 4 أسابيع من توقف الدراسة.

-دراسات أُخرى:

 -أظهرت الدراسات المختلفة فوائد أخرى محتملة للخل منها: فعاليته في إبطاء دخول الجلوكوز إلى الدم، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الجلوكوز بنسبة (31-40%)، وبالتالي انخفاض إفراز الأنسولين، ولكن هذ التأثير قصير المدى ينتهي بعد 120دقيقة. بالنتيجة هو لا يقلل امتصاص الجلوكوز وإنما يبطئه فقط، مما قد يحسن من حساسية الإنسولين، وبالتالي هذا يعود بفائدة على الأشخاص الذين يعانون من السكري. 

-كما يمكن أنه يعمل على تغيير نسبة الدهون في الدم ولكن هذه النتائج من دراسات أُجريت على الفئران ونحن بحاجة إلى دراسات على البشر للتأكد من صحتها.

على الرغم من أن استخدام الخل آمن لمعظم الأفراد إلا أنه يجب الإشارة إلى بعض المخاطر التي قد تحصل، فالاستعمال المتكرر للخل وبكميات كبيرة قد يؤدي إلى: تهيج في الحلق، كما أنه قد يتفاعل مع بعض الأدوية والمكملات الغذائية، مثل: مدرات البول والأنسولين؛ مما يؤدي إلى خفض مستويات البوتاسيوم.

إذن؛ لغاية الآن هناك فقط دراسة واحدة تثبت أن الخل قد يساعد في خسارة الدهون، ولكننا بحاجة للمزيد من الأدلة، كما أن تناول الخل دون اتباع نظام غذائي مناسب، وممارسة النشاط البدني، غير كافي لخسارة الوزن والدهون. والحل الأفضل لخسارة الوزن يكون بالالتزام بنظام غذائي متوازن ومعتدل، وممارسة التمارين الرياضية، فهذا كفيل بمساعدتك للوصول إلى هدفك، والحفاظ على صحتك. تذكر دائمًا أن ارتباط بعض الأطعمة، والمشروبات بخسارة الوزن قد لا يكون مدعوم أو مثبت بدليل علمي، لذّا يجب توخي الحذر قبل اتباع أي نصائح جديدة في عالم التغذية، واستشارة الاخصائي/ة حول أي معلومة تستوقفك.

Leave a Comment