هل يمكن بناء كتلة عضلية عند اتباع حمية الكيتو؟
تتبع حمية الكيتو وتمارس تمارين المقاومة هل فكرت يومًا ما التغيرات التي قد تحصل في جسمك؟ وماذا سيحصل للكتلة العضلية؟
أُجريت دراسة في إسبانيا بمدينة (Malaga ) في سنة 2017، لمعرفة تأثير حمية الكيتو على الوزن، والكتلة الدهنية، والدهون الحشويّة، والكتلة العضلية عند الرجال الذين يمارسون تمارين المقاومة، كان عدد المشاركين 24 رجل سليم( لا يعانون من أي مشاكل صحية)، ملتزمين في نشاطهم الرياضي، أعمارهم تتراوح من (25-35 سنة)، وأوزانهم بين (69-85كغ)، وأطوالهم بين (154-194سم)، أما بالنسبة لمؤشر كتلة الجسم لديهم كانت بين (21-26كغ/متر مربع).
استمرت الدراسة لمدة 8 أسابيع وتم توزيع المشاركين على 3 مجموعات: المجموعة الأولى تتكون من 9رجال، ملتزمين بجدول تمارين مقاومة خاص، واتبعوا حمية الكيتو، إمّا المجموعة الثانية فتتكون من 10 رجال، وكانوا ملتزمين بجدول تمارين مقاومة خاص، ولكن لم يتبعوا حمية الكيتو بل اتبعوا حمية معتدلة ( أي أن المجموعات الغذائية فيها مقسمة بشكل طبيعي)، أما المجموعة الثالثة فتتكون من 5 رجال، لم يلتزموا بجدول رياضي خاص ولم يتبعوا حمية محددة.
تم قياس التغيّرات في تركيب الجسم من دهون، وماء، وعضلات عن طريق جهاز(DXA)، وحتى يتم التأكد من إن المجموعة التي اتبعت حمية الكيتو فعلًا كانت ملتزمة كان يتم فحص نسبة الكيتونات في البول بشكل أسبوعي.
قاموا بحساب احتياجات الطاقة (السعرات الحرارية) لكل من المجموعتين الأولى والثانية بحيث تكون احتياجاتهم عالية (energy surplus) وحدّدوا قيمتها بِ 39 كالوري لكل كغم من وزن الجسم.
المجموعة الأولى (الأشخاص الذين اتبعوا حمية الكيتو) كان توزيع احتياجاتهم من المجموعات الغذائية كما يلي:
كاربوهيدرات: 10%
بروتين:20%
دهون:70%
أما المجموعة الثانية (الأشخاص الذين اتبعوا الحمية المعتدلة) كانت المجموعات الغذائية فيها مقسمة بشكل طبيعي كما يلي:
كاربوهيدرات: 55%
بروتين:20%
دهون:25%
في كلا المجموعتين تم اختيار نسبة البروتين بطريقة تضمن أن يكون الأشخاص قادرين على البناء العضلي (Muscle protein synthesis)، ولم يتم تقيدهم بعدد محدد من الوجبات، أو الزامهم بأوقات محددة لتناول الوجبات خلال اليوم، وكان الأهم الحفاظ على تحصيل احتياجاتهم من الطاقة.
ماذا عن الأداء الرياضي؟
كما ذكرنا المجموعة الأولى والثانية كانوا ملتزمين بممارسة تمارين المقاومة 4مرات في الأسبوع، والتزموا في أدائها طوال فترة الدراسة(8 أسابيع)، وكانت التمارين مقسمة كالتالي: يومين تمارين للعضلات العلوية، ويومين تمارين للعضلات السفلية، وراحة بين يوم التمرين واليوم الذين بعده 72 ساعة.
كانت النتائج كالآتي:
لاحظوا أن المجموعة الأولى (التي اتبعت حمية الكيتو) قلت لديهم الكتلة الدهنية، والدهون الحشوية بشكل ملحوظ، بالتالي قل وزنهم، أما الكتلة العضلية فلم تتأثر لديهم(سواء زيادة أو نقصان).
وفي المجموعة الثانية (التي اتّبعت حمية معتدلة) لاحظوا وجود زيادة في الكتلة العضلية لديهم بالتالي كان هناك زيادة بالوزن، وبالنسبة للكتلة الدهنية والدهون الحشويّة فلم تتأثر لديهم.
أما المجموعة الثالثة فلم يطرأ عليهم أي تغيير.
مما يعني أنهم توصلوا من خلال هذه الدراسة إلى أن حمية الكيتو للرجال الملتزمين بتمارين المقاومة ممكن إن تقلل من الكتلة الدهنية والدهون الحشويّة لكن من دون أن تؤثر على الكتلة العضلية سواء زيادة أو تقليل حتّى مع تناول كمية عالية من البروتين.
الاستنتاج النهائي لهذه الدراسة هو:
الحمية قليلة الكاربوهيدرات مثل الكيتو قد لا تكون استراتيجية أو حل أمثل لرياضي يمارس تمارين المقاومة بهدف زيادة الكتلة العضليّة (Hypertrophy)، كما أيّدت العديد من الدراسات أن حمية الكيتو لا تضيف أي مميزات للأشخاص المهتمين في تمارين المقاومة وأدائهم الرياضي، على عكس المميّزات التي قد تضيفها الحميات الغنية بالكاربوهيدرات لهم.
في النهاية مثلما يوجد دراسات لا تنصح بالكيتو مع الأداء الرياضي، يوجد دراسات أخرى بيّنت عدم تأثير الكيتو على الأداء الرياضي، لذّلك إذا أردت معرفة تأثيره الحقيقي قم بتجربة نظام الكيتو بنفسك واختبر أثاره عليك، وإذا كنت قادر على الحفاظ على الأداء الرياضي وانت متبع لحمية الكيتو فاعتمدها واستمر عليها، وإذا شعرت أنها أثّرت عليك وعلى الأداء الرياضي بشكل سلبي يمكنك اختيار حمية أخرى تناسبك أكثر.