إذا تحدثنا عن عنصر غذائي نحصل عليه بشكل طبيعي من الشمس، ويعتبر أحد العناصر الغذائية الأساسية لبقاء الإنسان، ويرتبط بتحسين مستويات الإدراك، وصحة العظام، والمناعة. يتواجد في الأسماك، والبيض، ويتم إضافته إلى منتجات الألبان فنحن بتأكيد نتحدث عن فيتامين د. 

يعد فيتامين د من الفيتامينات الذائبة في الدهون، وهي فيتامينات (أ/A، د/D، ه/E، ك/K)، أهم ما يميز هذه الفيتامينات أنه يتم تخزينها بالأنسجة الدهنية داخل الجسم والكبد، مما يعني أننا لسنا بحاجة إلى جرعة يومية منها. وعلى الرغم من أن تناول جرعة زائدة عن طريق الخطأ هو أمر سهل الحدوث، فإن أكثر ما نواجهه هو عدم الحصول على الاحتياج منها أكثر من التعرض لحدوث تسمم بسبب تناول جرعة زائدة.  

وعند الحديث عن مكملات فيتامين د لطالما يتم الحديث عن أهمية تناولها مع مصدر من الدهون، ولكن معرفة كمية الدهون التي نحتاجها يعد أيضًا أمر مهم ومفيد، بحيث اتضح أن فيتامين د يتم امتصاصه بشكل أفضل عند تناوله مع كمية قليلة إلى متوسطة من الدهون، بالمقارنة مع تناوله مع كمية عالية من الدهون، أو مع وجبة خالية من الدهون.  

-ماذا أظهرت الأبحاث؟ 

 أجريت دراسة على 62 شخص (ذكور وإناث)، تتراوح أعمارهم بين 50-69 عامًا، تم تقسيمهم فيها إلى 3 مجموعات، المجموعة الأولى تم إعطاؤهم وجبة قليلة بالدهون (تحتوي على 11 غم دهون)، المجموعة الثانية تناولوا وجبة عالية بالدهون (تحتوي على 35 غم دهون)، والمجموعة الثالثة تناولوا وجبة خالية من الدهون. 

أظهرت النتائج أن تناول فيتامين د مع وجبة قليلة بالدهون يساعد في الامتصاص بنسبة 16% أعلى من تناوله مع وجبة عالية بالدهون، وبنسبة أعلى ب 20% من تناوله مع وجبة خالية من الدهون، ويعتقد البعض أن تناول نسبة عالية من الدهون قد يزيد من ذائبية فيتامين د، وبالتالي تؤدي لتكوين كريات الدهون (fat globules) بشكل أكبر في الأمعاء؛ وهذا قد يعيق من فعالية عبورها وامتصاصها عبر بطانة الأمعاء. 

من العوامل المحددة في هذه الدراسة أن المشاركين تم إعطاؤهم جرعة (50.000 IU وحدة دولية) لمرة واحدة في الشهر، مع عدم مراعاة أن معظم الأشخاص في العادة يتناولون جرعة يومية. وعندما تم قياس مستوى فيتامين د بعد شهر، وبعد 3 أشهر من تناول الجرعات، لم يتم ملاحظة أي فرق بين المجموعات الثلاث. 

في دراسة أخرى تم إجراؤها على 50 شخص (ذكور وإناث)، لمعرفة مدى فعالية امتصاص فيتامين د عند تناول وجبة عالية بالدهون، وعند وجود دهون أحادية غير مشبعة (Monosaturated Fat ) في الوجبة. 

أظهرت نتائج الدراسة زيادة بنسبة 32% في مستويات فيتامين د عند تناول وجبة تحتوي على 30 غم من الدهون، مقارنة بتناوله مع وجبة خالية من الدهون، ولكنهم مرة أخرى استعملوا جرعة (50.000 IU) مرة واحدة في الشهر بدلًا من توزيعها على عدة أيام. ولم يجدوا فرق في الامتصاص عند تناول الدهون المتعددة غير المشبعة (Polyunsaturated Fat) العالية في زيت الذرة، مقارنةً بالدهون الأحادية غير المشبعة (Monosaturated Fat) العالية في زيت الزيتون.

مما يعني أننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الدراسات لمعرفة تأثير الجرعات اليومية، وتناول كميات مختلفة من الدهون على معدل امتصاص فيتامين د. 

إذا كنت من الأشخاص الذين يتعرضون للشمس بشكل كافي فلا داعي للخوف من مشكلة امتصاص الدهون، لكن إذا كنت لا تتعرض للشمس، ونظامك الغذائي غير مناسب، أو كنت من الأشخاص المعرضين لحدوث نقص بفيتامين د، مثل: كبار السن الذين يعانون من مشاكل في الأمعاء تؤثر على الامتصاص، أو مشكلة في تصنيعه داخل الجسم، هنا ننصح في مراجعة الطبيب حتى يحدد لك الجرعة المناسبة سواء كانت يومية، أو أسبوعية. والحرص على تناولها مع مصدر للدهون، مثل: زيت السمك أو المكسرات، ويفضل أن تكون مع أكبر وجبة في اليوم، ولا تقلق إذا لم تتناول كمية من الدهون مع فيتامين د؛ لإنه الجسم سوف يمتص جزء منه ولكن أقل بنسبة 15-30% من تناوله مع وجبة تحتوي على الدهون.