نقص الطاقة النسبي في الرياضة Relative energy deficiency in sports (RED-S)

يتأثر الأداء الرياضي للرياضيين عندما لا يتناولون كفايتهم من السعرات الحرارية، وفي أغلب الأحيان تظهر لديهم مشاكل صحية متعددة في وظائف المناعة، معدل الأيض، العظام، صحة القلب والأوعية الدموية، عدم انتظام أو توقف الدورة الشهرية عند النساء، وتصنيع البروتين، وفي هذه الحالة يطلق عليه نقص الطاقة النسبي في الرياضة.

هذا المصطلح تم تقديمه من قبل اللجنة الاولمبية الدولية عام2014 ليشير إلى العواقب الصحية لانخفاض الطاقة المتناولة، وتم تحديد انخفاض توافر الطاقة عندما تكون الطاقة المتوافرة أقل من 30 سعرة حرارية/ 1 كيلوغرام من كتلة الجسم الخالية من الدهون، كان ينظر له على أنه حالة خاصة بالنساء ولكن تبين أنه يصيب الذكور أيضًا.

الطبيعة التنافسية والانضباط القوي لدى بعض الرياضيين خاصةً الرياضيين الذين يتنافسون في المسابقات تشكل خطرًا أكبر للتعرض بنقص الطاقة النسبي في الرياضة، حيث يتبعون جداول تدريب وأنظمة غذائية أكثر صرامة، نظرًا لطبيعة لعبهم من أجل الفوز، وتصورهم بأن حمل وزن جسم أقل يحسن الأداء.

وتشتهر هذه الحالة بتعرض الشخص إلى 3 مشاكل صحية مجتمعة:

1-انخفاض توافر الطاقة: فالرياضيون الذين لا يتناولون سعراتهم الحرارية بشكل كافي سيعانون من البطئ والضعف، فبغض النظر عن نوع الرياضة، فعندما تفتقر العضلات للطاقة الكافية ستؤثر سلبًا على الأداء الرياضي، ومع استمرار هذا النقص في الطاقة يمكن أن يصل الأمر إلى فقدان عضلات الجسم نتيجة استخدامها من أجل الوظائف الأساسية بالجسم مثل: وظائف القلب، والتنفس. كما يتسبب ذلك في ضعف التركيز، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابات الرياضية بسهولة، وبحاجة إلى وقت أطول للاستشفاء.

2-انقطاع الطمث عند النساء: قد يشير فقدان الدورة الشهرية إلى حدوث تغيرات في نظام الهرمونات داخل الجسم، هذا الخلل الناتج عن نقص الطاقة في الجسم سيؤدي لانخفاض مستوى هرمون الاستروجين، وهذا بدوره قد يؤثر على كثافة العظام، غالبًا ما ينظر إلى انقطاع الطمث على أنها نتيجة طبيعية لممارسة التمارين، ولكن عندما يرافقها فقدان للعظام بعد بضعة أشهر فقط تخرج من كونها حالة طبيعية.

3-انخفاض كثافة العظام: يُعد فقدان كثافة العظام أمرًا خطيرًا بالنسبة للرياضيين، كونها تجعلهم أكثر عرضة لكسور الإجهاد، والتي تحتاج لوقت طويل للتعافي بسبب نقص الطاقة النسبي، مما يؤثر سلبًا على النشاط الرياضي، ومع تكرار هذه الكسور والإصابات يجب أخذ وقفة لإعادة النظر في أنماط الاكل والتمارين الرياضية.

-العلامات والأعراض:

تتنوع الأعراض بين جسدية- طبية، وأعراض نفسية –سلوكية، الأعراض الجسدية-الطبية، مثل: الجفاف، إنقطاع الطمث، مشاكل الجهاز الهضمي، إنخفاض حرارة الجسم، اضطرابات في القلب مثل انخفاض معدل ضربات القلب، حدوث كسور الإجهاد، فقدان الكثير من الوزن، تقلص العضلات أو حدوث الضعف أو الإرهاق، مشاكل الأسنان واللثة.

بينما الأعراض النفسية- السلوكية، مثل: القلق والاكتئاب، ادعاءات الشعور بالسمنة على الرغم من النحافة، التمرن أكثر مما هو مطلوب، تجنب تناول الطعام، الاستخدام المفرط للحمام، صعوبة في التركيز، الانشغال الزائد بالوزن والأكل، استخدام المسهلات وحبوب التخسيس.

تتطلب هذه الحالة العلاج من قِبل فريق طبي مكون من: طبيب/ة، اخصائي/ة نفسي، اخصائي/ة تغذية، ومدرب رياضي، ومن الحلول التي قد تستخدم في العلاج:

1- الأكل أكثر أو ممارسة الرياضة أقل: بما أن هذا الحالة تحدث نتيجة نقص الطاقة فالحل إما عن طريق زيادة السعرات الحرارية المتناولة، أو تقليل صرف السعرات الحرارية بتقليل ممارسة الرياضة، كما يجب في التقييم الأولي التأكد من الأسباب الاخرى الكامنة وراء نقص الطاقة، مثل: مشاكل في الجهاز الهضمي، الأنظمة الغذائية المنخفضة في السعرات الحرارية، اضطراب أكل، أو ممارسة الرياضة القهرية أو المفرطة.

2- كثرة الأكل: يميل الرياضيين إلى قضاء وقت أطول في حالة من عجز السعرات، لذّلك عليهم المحافظة على وجباتهم الأساسية من الفطور والغداء والعشاء، بالإضافة إلى الوجبات الخفيفة بينها للتأكد من تلبية احتياجاتهم من الطاقة.

3- تناول الكربوهيدرات: خاصة بالأوقات القريبة من أداء التمارين، لما لتناولها من فوائد عديدة الحفاظ على صحة العظام، ومستويات هرمون اللبتين (Leptin) المسؤول عن الشبع، مما يفيد الصحة الإنجابية للإناث، ولوحظت هذه الفوائد عند مقارنة الأنظمة المنخفضة بالكربوهيدرات مع الأنظمة العالية بالكربوهيدرات.

4- تناول كميات ألياف أقل: بما أن الألياف تزيد من الإحساس بالشبع بسرعة فإنها تقلل السعرات الحرارية التي يتم تناولها، لذّلك التقليل من تناولها يتيح الفرصة لتناول المزيد من السعرات الحرارية، كما أن تناول كميات عالية من الألياف يقلل من امتصاص الكالسيوم ويؤثر على صحة العظام.

5- تناول ما يكفي من المغذيات الدقيقة لبناء العظم، مثل: البروتين، الكالسيوم، الفلورايد، المغنيسيوم، الفسفور، البوتاسيوم، فيتامين د.

6- ممارسة تمارين المقاومة، فقد تؤدي إلى تحسين كثافة المعادن بالعظام لدى الرياضيين الذين تأذت عظامهم بسبب انخفاض الطاقة.

7- التحكم في الإجهاد، الإجهاد العاطفي الذي يمكن أن يسبب انخفاض الطاقة أو يكون ناتج عنها فيساهم في اضطرابات الهرمونات التناسلية، ثبت أن العلاج السلوكي المعرفي في إدارة الاجهاد يعيد الحيض لدى النساء المصابات بانقطاع الطمث.

الوقاية من نقص الطاقة النسبي هو أفضل طريقة للبقاء بصحة جيدة والتمكن من الاستمتاع برياضتك، وعليك إدراك أن أهمية الصحة أعلى من النجاح بالتنافس مع الاخرين، وأن الشخص الأنحف ليس بالضرورة أن يكون الأفضل أو الأسرع، واجعل موقفك إيجابي بشأن تزويد نفسك بالسعرات الحرارية الكافية، والاستمتاع بالأطعمة التي تحبها.

Leave a Comment