دور الصيام المتقطع في خسارة الوزن، حقيقة أم خيال؟

مع زيادة حدوث السمنة وتسببها بالعديد من الأمراض المزمنة، لجأ العديد من الأشخاص إلى اتباع حميات جديدة لإنقاص الوزن منها ما هو مدروس وقابل للتطبيق، وكثير منها قيد الدراسة. ومن أبرز هذه الحميات: الحمية الخالية من الجلوتين، وحمية الكيتو، وأيضًا الصيام المتقطع وهو ما سنخصه بالحديث. فما مدى فعالية الصيام المتقطع في مساعدة الأشخاص البالغين الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن على خسارة الوزن عند مقارنتهم مع الذين لا يطبقونه؟

بدايًة يعد الصيام المتقطع (Intermittent Fasting) من أنظمة تقليل الطاقة المتناولة يوميًا، حيث لاقى رواجًا كبيرًا في الآونة الأخيرة لإنقاصه الوزن، لكن لا تزال الأدلة محدودة. بخلاف النظام الغذائي المتوازن الذي يعتبر كأفضل أسلوب حياة بحيث يمدنا بجميع احتياجاتنا من العناصر الغذائية بشكل متوازن كما يقلل فرص الإصابة بسوء التغذية والأمراض.

-ماذا تقول الدراسات؟

أُجريت دراسة تحليلية(Meta Analysis) في المملكة المتحدة، لمعرفة هل تدخلات الصيام المتقطع علاج فعال لتقليل من زيادة الوزن والسمنة لدى البالغين ، عند مقارنتها بعلاج الرعاية المعتادة (تقييد يومي مستمر للطاقة – نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية)، وعند عدم إجراء أي تعديل على النظام الغذائي؟

-معايير اختيار المشتركين في الدراسة:

شملت أشخاص من كلا الجنسين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة (مؤشر كتلة الجسم لديهم ≥25 أو 30)، أعمارهم فوق 18 سنة، ولا يشتكون من أية أمراض، وتم استثناء الأشخاص الذين يعانون من السكري، والذين أجروا عمليات قص المعدة، والنساء الحوامل والمرضعات، والأشخاص الذين يتناولون أدوية لزيادة /إنقاص الوزن.  

-التدخل التغذوي المستخدم:

شملت هذه الدراسة التحليلية نتائج 6 دراسات مع اختلاف نظام الصيام في كل منها، فبعضها كان الصيام ليوم واحد، أو يومين، أو أربعة أيام في الأسبوع كحد أقصى، ومدة هذه الدراسات تراوحت من ثلاثة إلى اثني عشر شهرًا. وتم تقسيم المشتركين إلى ثلاث مجموعات:  

  1. المجموعة الأولى (التزمت بالصيام المتقطع). 
  1. المجموعة الثانية (اتبعت حمية قليلة السعرات حيث قللت ما يقارب 25% من معدل الاستهلاك اليومي). 
  1. المجموعة الثالثة (لم تلجأ لأي حمية أو لتغيير أي عادات غذائية). 

من الجدير بالذكر أنه تم تطبيق الصيام المتقطع عن طريق استهلاك 800 سعرة حرارية أو أقل ليوم واحد على الأقل، ولمدة لا تزيد عن 4 أيام في الأسبوع، ويستمر المشاركين على ذّلك لما لا يقل عن 12 أسبوع منذ بداية التطبيق. تم الاعتماد على قياسات موضوعية مثل: وزن الجسم، ومؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر، وسمك الجلد وغيرها، بالإضافة إلى قياس جوانب أخرى مثل: النمط الغذائي، والنشاط البدني، وعلامات خطورة الأمراض مثل: سكر الدم، والكولسترول، وضغط الدم.

– ماذا أظهرت النتائج:

أظهرت النتائج أن الصيام المتقطع (تقليل مستويات الطاقة المستهلكة على فترات) كان له فعالية أكبر من عدم تغيير أي عادات غذائية لنزول الوزن. على الرغم من ذلك، لا يوجد أي اختلاف لنزول الوزن عند المقارنة بين تقليل الطاقة المستهلكة لفترة متقطعة أو لفترة مستمرة (بين المجموعتين الأولى والثانية). 

في الختام؛ يعتقد الكثيرون أن الصيام المتقطع طريقة فعالة أكثر للتغلب على السمنة أو زيادة الوزن، إلا أنه لا تزال الأدلة غير كافية لإثبات ذلك؛ لذا نحن بحاجة لعدد من الدراسات الجديدة حتى نثبت ما تم طرحه في هذه الدراسة. ولكن يمكننا استخدامه كوسيلة لتقليل السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا. 

Leave a Comment