لماذا تزداد الشهية خلال الشتاء؟
في ليالي الشتاء الباردة والطويلة، تزداد الرغبة في تناول الطعام والتسالي خلال السهرة من البزر والمكسرات، والبطاطا الحلوة و الكستنا، ومنا من يشتهي المشروبات الشتوية الساخنة مثل: السحلب، الكراوية، الهوت تشوكلت، ومع السهرة الطويلة تزداد كميات الطعام التي نتناولها، وطبعًا كل هذه المدة ونحن جالسين بدون حركة، هذا السيناريو يحصل مع الأغلب ويتكرر كل شتاء لكن السؤال هو: كيف نستطيع السيطرة على شهيتنا التي تزداد خلال الشتاء والتقليل من زيادة الوزن؟
بحسب الدراسات يميل الأفراد إلى تناول الطعام أكثر في شهور الشتاء عن باقي السنة، وتم تفسير الموضوع كالآتي أنه عندما تنخفض درجة حرارة الجو، تبدأ درجة حرارة أجسامنا بالانخفاض أيضًا، ويدخل الجسم في وضعية الحفاظ على الذات، ويرسل الدماغ إشارات إلى الجسم حتى يرفع درجة حرارته بسرعة، ويبدأ بالبحث عن الطعام، وعلى الرغم من إنه أي نوع طعام سوف يساعدنا ويرفع حرارة جسمنا إلا إننا نميل وتزداد شهيتنا للأطعمة التي ترفع درجة حرارة الجسم أكثر والتي تكون غالبًا دسمة وعالية بالسعرات الحرارية والنشويات، أكثر من ميلنا لتناول الخضراوات والفواكه والسلطات.
وما قصة الاكتئاب الشتوي التي نحمّلها مسؤولية زيادة الشهية وتناول كميات أكبر من الطعام؟ فعليًا هناك ظاهرة منتشرة وتزداد في الشتاء تعرف بِ الاضطراب العاطفي الموسمي (Seasonal Affective Disorder)، وهو نوع من أنواع الاكتئاب يظهر ويختفي بنمط موسمي، وقد يسمى أيضًا بالاكتئاب الشتوي بسبب ظهور الأعراض بشكل واضح وأكثر حدة في فصل الشتاء، ويتعامل الجسم معها عن طريق زيادة الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالنشويات، مثل: المعكرونة، والمعجنات، والكوكيز. أما السبب الحقيقي وراءه فهو غير مفهوم حتى الآن، ولكن غالبًا يتم ربطه مع قلة التعرض لأشعة الشمس خلال أيام الشتاء؛ لإنها تؤثر بشكل سلبي على هرمونات كثيرة ينتجها الجسم أهمها السيروتونين (Serotonin) الذي ينخفض إنتاجه عند قلة التعرض للشمس ويؤثر على المزاج، والشهية، والنوم، ويرتبط بمشاعر الاكتئاب. وبما إنه الأغذية الغنية بالنشويات تعطينا جرعة من السيروتونين فهذا السبب يفسر زيادة الرغبة في تناول هذه الأطعمة، هذه بعض الحلول التي تساعد في التخطيط للوجبات، والسيطرة على الشهية خلال الشتاء؛ حتى نقلل من حدوث الاكتئاب الشتوي أيضًا:
1- الانتباه على اختيارات الطعام وكميتها، فبإمكانك جعل خياراتك من النشويات من الحبوب الكاملة، مع مصدر غني بالبروتين القليل بالدهون، وإضافة بعض الخضار والفواكه لتكون الوجبة متكاملة وغنية بالألياف.
2-الحرص على ممارسة التمارين الرياضية سواءً في النادي الرياضي، أو حتى زيادة نشاطك البدني في الحياة اليومية؛ فهي تساعد على حرق السعرات الحرارية، بالإضافة إلى تنظيم إشارات الجوع والشبع، وتذكر دائمًا كل ما تحركت أكثر كل ما شعرت بدفء أكثر، وجوع أقل.
3-حاول التقليل من وجود الأطعمة المغرية، والغنية بالسعرات الحرارية حولك طول الوقت مثل: الشيبس، والحلويات.
4-الحرص على استغلال الأيام المشمسة والتعرض بشكل كافي لأشعة الشمس خلال النهار؛ حتى تحصل على مقدار كافي من فيتامين د، والسيروتونين.
الخلاصة إنه يجب عليك الانتباه على اختياراتك من حيث النوعية، والكمية، وتناول المقدار الذي يحتاجه الجسم من العناصر الغذائية، والاستمتاع بكمية معقولة من التسالي أو الحلويات التي تفضلها، وحاول أن لا يكون الطعام هو الحل الوحيد للتعامل مع مشاعرك، والاستمتاع بوقتك مع العائلة، أو بصحبة كتاب ومشروب دافئ.