كيف تتحدث مع الأطفال عن الوزن والسمنة؟

في ثقافة اليوم، يعتبر الوزن موضوعًا حساسًا خاصةً للأطفال والمراهقين، الرغبة في النحافة وصلت إلى الأطفال في سن المدرسة، فالفتيات بأعمار لا تتجاوز 6 سنوات يبدين مخاوفهن بشأن شكل الجسم وزيادة الوزن، وقرار الآباء في كيفية التعامل مع قضية الوزن لدى أطفالهم يستحق اهتمامًا كبيرًا؛ فطريقة التعامل مع هذا الموضوع قد يكون لها نتائج خطيرة تستمر مدى الحياة.

-فيما يلي بعض النصائح للطريقة الصحيحة لمناقشة الوزن مع الأطفال، وماذا تفعل إذا طرح الطفل عليك الموضوع:

1-شجِّع الحوار

تحدث مع طفلك عن الوزن، وشجّعه على مشاركة أفكاره ومشاعره حول شكل جسمه، وعندما يناقشك طفلك بمشاعره تجاه الوزن، تأكد من الاستماع لهُ والتحقق ما إذا كان يخبرك بمشاعره الحقيقية، إذا كانت لديك تجارب مماثلة، فقد يكون من المفيد مشاركتها معه، وتذكر أن تشرح لهُ أنه من الطبيعي أن يأتي الأشخاص بأشكال وأحجام مختلفة وأنك تحبه مهما كان شكله أو وزنه.

2-لا تُعلق تعليقات سلبية

 قد يؤدي إطلاق الأحكام والتعليقات السلبية على جسمك أو جسم طفلك إلى آثار ضارة دائمة تشوه نظرة طفلك لجسمه وتجعل علاقته بالطعام غير صحية، كُن مثالًا جيدًا لهُ في الطريقة التي تتحدث بها عن جسمك، أو جسمه، أو أجسام الآخرين.

3-اتخد خطوة فعلية

يتعلم الأطفال بسرعة، وأفضل طريقة لتعليمهم هي أن تكون أنت قدوًة لهم، علَّم أطفالك عادات تساعدهم في البقاء صحيين مدى الحياة، بشكل عام إذا كان طفلك في سن الإبتدائي أو أصغر وكان لديك بعض المخاوف بشأن وزنه، فلا تتحدث عن ذلك؛ إنما ابدأ بتغييرات في نمط حياة العائلة، مثل: تقديم وجبات عائلية منتظمة ومتوازنة تسهل تناول طفلك لخيارات طعام ذات قيمة غذائية عالية، وتشجيعه على ممارسة النشاطات البدنية واللعب الحركي، تحديد الوقت الذي يقضيه في مشاهدة التلفاز أو ممارسة ألعاب الفيديو، والتأكد من قضاء وقت ممتع ومليء بالحركة معًا.

4-تجنب اللوم

 لا تصرخ أو ترشو أو تهدد أو تعاقب طفلك على الوزن، أو الطعام، أو النشاط البدني فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية وتفاقم للمشكلة، اللوم والغضب هي أدوات للفشل، وكلما شعر طفلك بالسوء حيال وزنه، زاد احتمال تناوله للطعام أو إصابته بإحدى اضطرابات الأكل بعد فترة من الزمن.

5-كوِّن جبهة موحدة

كأي مشكلة أخرى مهمة، تأكد أن كل الأشخاص المحيطين بطفلك يحملون نفس الرسائل الإيجابية التي تصب في اتجاه التغيير الذي تريد حصوله، فتضارب الأفكار حول الوزن له عواقب غير صحية على طفلك.
6-تحدث إلى مختص

إذا كان لديك قلق بشأن وزن طفلك تحدث إلى مختص، ناقش مخاوفك بشأن نمو طفلك واطلب اقتراحات لإجراء تغييرات إيجابية في عادات الأكل ومستويات النشاط لدى أسرتك.

7-ركز على الصحة بدلًا من الوزن

 المفتاح هو النظر والتركيز على صحة طفلك وليس وزنه، إذا بدأت عائلتك في تناول الطعام بشكل أفضل وتحركت أكثر، فقد يكبر طفلك مع زيادة في الطول دون زيادة في الوزن حتى يتناسب طوله مع وزنه، اثني على طفلك لقيامه بسلوك صحي كاختيار اللعب في الخارج بدلًا من لعب ألعاب الفيديو في الداخل، وليس على خسارته بضعة كيلوغرامات من وزنه.

-ماذا تفعل إذا قال طفلك:”أنا سمين جدًا”

اعرف مصدر الأفكار المتعلقة بشعوره بالسمنة، هل تعرض طفلك للمضايقة أو السخرية من قبل أحد زملاؤه في المدرسة حول وزنه أو شكل جسمه؟ هل ذكر أحد الأقارب حجمه أو شكل بطنه بكلمات مؤذية؟ هل يشعر طفلك بالحرج من ارتداء ملابس مريحة؟ هل كان هناك شيء في التلفاز أو عبر الإنترنت حول الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن؟ ربما تكون بعض الألعاب الرياضية صعبة على طفلك، أو ربما لا يتم اختياره للمشاركة مع الفرق الرياضية في المدرسة، هذه المشاكل المحبطة والمؤلمة شائعة بين الأطفال بمختلف الأحجام.

إذا كان طفلك يتعرض للمضايقة من طفل آخر أو شخص بالغ، فواجه الموقف مباشرة وبأسرع وقت ممكن، أما إذا كان وزن طفلك وتناوله للطعام ونشاطه طبيعيًا ومناسبًا لعمره، فطمئن طفلك ولا تركز على الوزن.

-إذا كان طفلك يعاني من “زيادة الوزن”

يمكن أن تؤثر رحلة خسارة الوزن على نمو الأطفال، أو تؤثر سلبًا على صورة أجسادهم وعلاقتهم بالطعام، لذلك من المهم العمل مع طبيب الأطفال وأخصائي/ة التغذية المختص لاختيار بعض التغييرات المحددة التي يمكنك إجراؤها على عادات الأكل، والنشاط العائلي، وتحديد أهداف واقعية.

ضع في اعتبارك أن كل أسرة مختلفة عن الأخرى، وكل طفل مختلف عن الآخر حتى لو كانوا أخوة، وأن التغيير يحدث ببطء، لذا كن صبورًا وتذكر أن موضوع الصحة كبير ويشمل الكثير من الأمور عدا عن الوزن وشكل الجسم.

Leave a Comment