التوتر
نتعرض في الحياة للضغوطات والتوتر والقلق لأسباب مختلفة، ولكي نعرف كيفية التعامل مع هذه الضغوطات ونقلل من آثارها، يجب أن نعرف ما هو التوتر، وما هي مراحله، وكيف يتصرف الجسم عند كل مرحلة.
-ما هو التوتر؟
التوتر: هو ردة فعل دفاعية للجسم، تحدث بشكل تلقائي عند تعرضه لأي نوع من أنواع الخطر، أو التحديات، أو التهديدات، سواء على الحياة أو على أي شيء ذو قيمة عالية لدى الإنسان، مثل: التعرض لهجوم حيوانات مفترسة، أو تحمل أعباء ضخمة في العمل، أو وجود مشاكل عائلية كبيرة، أو التعرض لأزمة مالية، أو صحية، أو الخوف بشكل عام، وغيرها من الضغوطات الحياتية الأخرى، حيث يتعامل معها الجسم كهجوم مستمر.
وعند التعرض لمثل هذه المؤثرات الحرجة، ترتفع بعض الهرمونات والمواد الكيميائية في الجسم للتفاعل مع هذه الضغوطات لردها، أو تخفيفها إما بمواجهتها وحلها أو الهروب منها، بطرق عديدة ومختلفة.
-مراحل التغيرات الفسيولوجية التي يمر بها الجسم عندما يكون تحت الضغط
- مرحلة التنبيه (رد الفعل):
عندما يواجه الجسم ضغطًا مفاجئًا، فإن غدة ما تحت المهاد -وهي منطقة صغيرة في قاعدة الدماغ، تُفعّل نظام الإنذار والطوارئ في الجسم المعروف بنظام “الكر والفر”. فمن خلال مجموعة من الإشارات العصبية والهرمونية، يحث هذا النظام الغدة الكظرية الموجودة فوق الكليتين على زيادة إفراز هرموني: الأدرينالين والكورتيزول.
عند ارتفاع مستوى الأدرينالين في الدم، يزداد معدل ضربات القلب، ويرتفع ضغط الدم. أما عند ارتفاع الكورتيزول (هرمون التوتر الأساسي) فيسبب:
- زيادة مستوى سكر الغلوكوز في مجرى الدم، والتعزيز من استخدام الدماغ لهُ حتى يزداد الوعي والتركيز على الاحتياجات الفورية للجسم.
- الحد من الوظائف التي قد تكون غير ضرورية أو ضارة في حالة الكر والفر، مثل: الجهاز الهضمي، الجهاز التناسلي، وعمليات النمو.
- رفع إمكانية الوصول إلى المواد التي تساعد في بناء وترميم الأنسجة.
- التأثير على الأجزاء التي تتحكم في الخوف، التحفيز، والمزاج في الدماغ.
- التغيير من استجابات الجهاز المناعي. والتعزيز من وظائف العضلات والأعضاء الأخرى المهمة في عملية الدفاع.
كل هذا يساعد على التعامل بشكل أكثر فعالية مع المواقف الصعبة. وتعد هذه العملية طبيعية وضرورية لبقاء الإنسان.
- مرحلة المقاومة:
بعد الصدمة الأولى لحدث مرهق والاستجابة بنظام الكر والفر، يبدأ الجسم في الرجوع إلى وضعه الطبيعي. فيقل إفراز الكورتيزول، وينخفض كل من ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب. وبالرغم من دخول الجسم في هذه المرحلة للتعافي، إلا أنه يبقى في أقصى حالات التأهب لفترة من الزمن، فإذا تم التغلب على المسبب الأساسي لحالة التوتر، يستمر الجسم في إجراءات العودة إلى وضعية الاستقرار حتى تصل كل من مستويات الهرمونات، وضغط الدم، ومعدل ضربات القلب إلى وضعها الطبيعي قبل حدوث التوتر.
أما إذا بقي الموقف الصعب أو سبب التوتر موجود لفترة طويلة دون السيطرة عليه، وبقي الجسم في حالة الاستعداد القصوى، فسيبقى ضغط الدم مرتفعاً، وسيستمر الجسم في إفراز هرمون التوتر (الكورتيزول)، الذي بدوره سيساهم في:
- زيادة الوزن.
- ارتفاع ضغط دم.
- حدوث اضطراب في النوم.
- نقص الطاقة.
- زيادة فرصة الإصابة بداء السكري من النوع 2.
- زيادة فرصة الإصابة بهشاشة العظام.
- حدوث مشاكل في الذاكرة.
- ضعف جهاز المناعة، مما يجعلك أكثر عرضة للعدوى.
وفي حال بقي الجسم في مرحلة المقاومة لفترة طويلة دون وجود فترات للراحة من آثار التوتر، فسيدخل الجسم عندها في المرحلة الاخيرة مرحلة الإنهاك.
- مرحلة الإنهاك:
يصل الجسم إلى هذه المرحلة نتيجة استمرار التوتر والضغط المزمن. حيث يؤدي بقاء الجسم في حالة صراع مستمر مع القلق والتوتر المزمن لفترة طويلة إلى استنزاف جميع الموارد الجسدية، والعاطفية، والعقلية، إلى درجة عدم قدرة الجسم على المزيد من المقاومة.
تشمل علامات الإنهاك ما يلي:
- إعياء.
- الاحتراق النفسي.
- الاكتئاب.
- القلق.
- انخفاض القدرة على تحمل الإجهاد.
كما أن الآثار الجسدية لهذه المرحلة تضعف جهاز المناعة، وتعرض الجسم لخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتوتر.