اضطراب تجنب تناول الطعام(ARFID)
-اضطراب تقييد/ تجنب تناول الطعام (Avoidant Restrictive Food Intake Disorder) ( ARFID) :
هو اضطراب أكل أو تغذية كان يُشار إليه سابقًا ب ” اضطراب الأكل الانتقائي”، يتميز بنمط مستمر ومضطرب من الأكل، حيث يقوم الأفراد بتجنب تناول أطعمة أو أنواع معينة من الطعام، أو تناول القليل جدًا من الطعام، مما يؤدي إلى عدم تلبية احتياجات الجسم من العناصر الغذائية الأساسية.
يعاني الشخص المشخص بهذا الاضطراب من عدم القدرة على تحصيل السعرات الحرارية الكافية للحفاظ على وظائف الجسم الأساسية، والنمو والتطور بشكل سليم، ويُلاحظ عند الأطفال عدم حدوث زيادة في الطول والوزن، أما عند البالغين فهذا يؤدي إلى فقدان الوزن، عدا عن المشاكل التي قد يسببها للمشخصين في المدرسة أو العمل بسبب صعوبة تناول الطعام مع الآخرين في فترات تناول الوجبات.
يتشابه اضطراب تجنّب تناول الطعام مع اضطراب فقدان الشهية العصبي(Anorexia Nervosa) في تقييد الكميات المتناولة من الطعام، وعدم القدرة على تلبية حاجات الجسم من العناصر الغذائية، ولكن يكمن الاختلاف بينهما في أن المعتقدات المتعلقة بالوزن والشكل ليست الدافع لتقييد تناول الطعام عند المشخصين باضطراب تقييد تناول الطعام.
–عوامل الخطر والأسباب:
كما في جميع اضطرابات الأكل، تشمل عوامل الخطر تفاعل مجموعة من العوامل البيولوجية، النفسية، الإجتماعية، والثقافية مع بعضها البعض، وتتفاعل هذه العوامل بشكل مختلف من شخص لآخر، مما يؤدي إلى تكوين وجهات نظر وخبرات وأعراض متنوعة لشخصين مشخصين بنفس اضطراب الأكل، وعلى الرغم من ذّلك يمكن القول أن هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة وهم:
- الأشخاص الذين يعانون من طيف التوحد، أو فرط الحركة ونقص الانتباه، أو الإعاقات الذهنية.
- الأطفال الإنتقائيين جدًا في تناولهم للطعام.
- الأطفال الذين يعانون من اضطراب القلق المتزامن، كما أنهم معرضون بشكل كبير للإصابة باضطرابات نفسية أخرى.
لا يوجد أسباب محددة لهذا الاضطراب إلا انه تم ربطه مع هذه الأسباب، والتي يمكن للشخص أن يمتلك واحد أو أكثر منها وهي:
- المشاعر السلبية والحساسية لمذاق، أو رائحة، أو مظهر، أو درجة حرارة أنواع معينة من الطعام.
- استجابة لتجربة سابقة مؤلمة مع الطعام، مثل الاختناق، أو القيء، أو المرض والآلام، والخوف من تكرارها.
- قلة الاهتمام في الأكل، مثل عدم إدراك الشعور بالجوع، أو فقدان شديد للشهية.
-العلامات والأعراض:
يوجد العديد الأعراض التي تدل على هذا الاضطراب منها:
- النفسية والسلوكية مثل: ارتداء طبقات من الملابس لإخفاء الوزن، تقييد كبير في أنواع أو كميات الطعام الذي يتم تناوله، تناول الطعام بقوام معين، مخاوف من الاختناق أو القيء، مجموعة محددة من الأطعمة المفضلة التي تصبح أضيق بمرور الوقت، قلة الشهية وعدم الاهتمام بالطعام، تجنب المناسبات التي تتضمن تقديم الطعام، التخلي عن الوجبات أو تناول القليل منها.
- جسدية-بدنية على مستوى أعضاء الجسم المختلفة، مثل: الدماغ (الانشغال بالطعام، الصداع، الإغماء، الدوار، تقلب المزاج، القلق والاكتئاب)، القلب والدم (ضعف الدورة الدموية، عدم انتظام ضربات القلب، انخفاض شديد بضغط الدم، قصور القلب، توقف القلب، فقر الدم)، الأمعاء (الإمساك، الإسهال، الانتفاخ، آلام البطن)، الهرمونات (غياب أو عدم انتظام الدورة الشهرية، فقدان الرغبة الجنسية، العقم)، الكلى (الجفاف، الفشل الكلوي)، العظام والعضلات (فقدان الكالسيوم من العظام، فقدان العضلات، الضعف، التعب)، الشعر والجلد (الجلد الجاف، الأظافر الهشة، ترقق الشعر وتساقطه، اصفرار البشرة، نمو الزغب في جميع أنحاء الجسم، عدم تحمل البرد).
-التشخيص:
يعتمد التشخيص باضطراب تقييد تناول الطعام بوجود واحدة على الأقل مما يلي:
- فقدان الوزن بشكل كبير.
- نقص حاد في التغذية.
- الاعتماد على الأغذية الأنبوبية، أو المكملات الغذائية بدلًا من الطعام للحصول على المغذيات.
- تغير ملحوظ في سلوك الشخص الاجتماعي مما يؤثر على أنشطته اليومية.
في حال لم يتم تفسير هذه الأعراض من خلال حالة طبية (مثل: الحساسية)، أو أمراض نفسية أخرى (بما في ذلك اضطرابات الأكل الأخرى)، أو النقص في الطعام المتاح، أو ممارسة بعض الطقوس الدينية أو الاجتماعية مثل: رمضان، فإنه يتم تشخيص الفرد باضطراب تقييد الطعام. مع التأكيد أن هذا الاضطراب يختلف عن انتقاء الطعام الذي يُعد أمر شائع في مرحلة الطفولة، ويتم التخلص منه مع مرور الوقت.
–العواقب الصحية:
يمكن أن يسبب اضطراب تقييد تناول الطعام في الإصابة بأمراض مختلفة نظرًا لعدم حصول الجسم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها، مثل: ضعف النمو، أمراض القلب والأوعية الدموية، والتعب، عدا عن المشكلات النفسية كتدني احترام الذات، والعزلة الاجتماعية بين الأقران، والصعوبات في العلاقات الاجتماعية، في المدرسة أو العمل.
-العلاج:
عادةً ما يكون علاج اضطراب تجنب تناول الطعام مصمم بشكل شخصي وفقًا للاحتياجات الفردية، وطبيعة الصعوبات التي يواجهها الشخص، ويمكن تقديم العلاج في العيادات الخارجية. ونظرًا للأشكال المختلفة التي قد يتخذها هذا الاضطراب قد يتلقى المصابون أنواع مختلفة من العلاج، مثل: العلاج الأسري، العلاج السلوكي المعرفي، التدخلات السلوكية، التدريب على إدارة القلق، وفي بعض الأحيان قد يتم اقتراح بعض الأدوية للمساعدة في علاج القلق، المراقبة الدائمة للحالة الجسدية وإدارتها، ويكون الدور الأكبر لأخصائي/ة التغذية من خلال تقديم الدعم والمساعدة في المشكلات الحسية (اللون، المذاق، الرائحة، وقوام الطعام).
في حال كنت تعتقد أنك مصاب بهذا الاضطراب يجب عليك تحديد موعد مع طبيبك ومناقشة الأمر معه، وإذا كنت قلق على أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك قدم لهم الدعم والتشجيع لاستشارة طبيبهم الخاص.